السندريلا تروي لحظات الانكسار والالم في حياتها: "ذقت الفشل قبل النجاح"
مبهجة.. شقية.. جميلة.. ابتسامتها النابضة بالحياة قادرة على إدخال السعادة إلى عالمك، عيناها المفعمة بالمرح تنقل إليك عدوى محببة بالتفاؤل، ورغم مرور 20 عامًا على رحيلها تظل تلك المشاعر متجددة داخل الجمهور في كل مرة يرى فيها سعاد حسنى على الشاشة، لكنها لم تكن الحقيقة، فخلف الكاميرا كانت حياتها مليئة بالأزمات واللحظات الحالكة حتى وفاتها المأساوية.
روت الفنانة سعاد حسني في كتاب بعنوان «سعاد حسني: سندريلا تتكلم»، للكاتب منير مطاوع، العديد من اللحظات الصعبة التي مرت بها في حياتها التي كانت صعبة لدرجة كبيرة منذ الطفولة، وذلك خلال سلسلة من اللقاءات والتسجيلات على مدار 4 سنوات في العاصمة البريطانية لندن قبل رحيلها.
إحسان عبد القدوس يرفض بطولة سعاد حسني لـ«في بيتنا رجل»
«حكايتي مع النجاح معروفة، لكن يمكن فيه ناس ما يعرفوش حكايات الفشل والمتاعب اللي قابلتني مع أول خطواتي في طريق الفن»، قالتها السندريلا لتؤكد أن وصولها إلى النجاح كان رحلة شاقة مليئة بالمصاعب، والتي وصفتها بكلمات «ذقت الفشل قبل النجاح».
وتابعت: «كان الأستاذ بركات يستعد لفيلم جديد عن قصة للأستاذ إحسان عبد القدوس وهى (في بيتنا رجل)، وبعد نجاحي في (حسن ونعيمة) وعدني بدور البطولة في الفيلم الجديد، وكنت في منتهى السعادة لأن ده كان أول فيلم ليا أمام نجوم السينما الكبار عمر الشريف ورشدي أباظة، عشت فترة حسيت فيها إن أبواب السما بتفتح لي.. بنت عمرها 17 سنة واقفة قدام عمالقة في رواية لإحسان والمخرج بركات، كنت بقول لنفسي أنا في حلم ولا علم.. لكن طلع إنه حلم».
وأضافت:«فجأة لقيت الأستاذ بركات بيتأسف لي بشدة لأن الأمر خرج من إيده، حصل تدخلات من هنا ومن هنا وقالوا له لأ خد زبيدة ثروت بطلة، ومعنديش فكرة مين اللي صمم لكن تقريبًا سمعت إن دي رغبة الأستاذ إحسان عبد القدوس».
لم ترتد فستان زفاف ولو مرة واحدة
من أصعب الذكريات في حياة سعاد حسني أنها لم ترتد فستان زفاف في زيجاتها الخمس، حيث أن زيجتها الأولى كانت سرية من العندليب عبد الحليم حافظ، «طلبت منه الجواز.. كنت عايزة أتجوز واستقر، عايزة يبقى ليا بيت وعيال، عايزة أبقى ست ويبقى ليا زوج أسعده ويسعدني»، كانت «سعاد» تحلم بمنزل يجمعها بفتى أحلامها الأول، تحلم بأولاد يملؤون أرجاء المنزل حولها، تحلم بحياة أسرية لم تحظ بها في طفولتها التي تنقلت فيها من منزل لآخر.
وتوالت بعد ذلك زيجاتها بعد الانفصال عن «عبد الحليم»، فتزوجت مع المخرج صلاح كريم، وهو الأمر الذي وصفته بـ«غلطة»، قائلة: «وقتها كنت في حالة مضطربة بعد فشل زواجي السري من العندليب.. تقدر تعتبرها نزوة أو حاجة زي كده».
تزوجت بعد ذلك من زكي فطين عبد الوهاب، وهي الزيجة التي لم تستمر سوى أشهر، وبعدها علي بدرخان، وأخيرًا السيناريست ماهر عواد. وتفسر سعاد حسنى زواجها برجال أصغر منها - عدا زيجتها من العندليب- بـ «رد فعل لحاجات مريت بها في حياتي، يعنى العريس العجوز اللي بابا كان عايز يجوزني له وأنا صغيرة، والثري العربي اللي حاولوا يلفقه لي بابا وزوج ماما، ويمكن حكاية حليم نفسها لها تأثير».
الطلاق والإجهاض ينهيان حلم سعاد حسني بالأسرة
الفشل في الحياة العاطفية كان له نصيب كبير في حياة السندريلا، بداية من قصة حبها وزواجها من العندليب عبد الحليم حافظ والتي انتهت بالفراق، حتى علاقتها وزواجها من المخرج علي بدرخان التي استمرت 11 عاما، وقالت عنها: «عدم استمرار الزواج كان غلطتي أصل أنا كان لازم أحافظ عليه، ويعنى أخد وأدي معاه احنا افترقنا لسبب هايف لكن إحنا دلوقت زي الاخوات وأنا طبعا الأخت الكبيرة».
حتى حلم العائلة الذي كانت تسعى إليه لم يتحقق، «في فترة من الفترات كان تفكيري هو إني لو تزوجت من إنسان أحبه ويحبني بإخلاص مكانش عندي مانع أسيب الفن لكن الحكاية دي محلصتش»، وأشارت إلى أنها حاولت أن تنجب خلال علاقة زواجها من المخرج علي بدرخان: «ربنا كان كاتب ميكونش لينا أطفال، مع إني بحب الأطفال جدا، حاولت أكثر من مرة وفي آخر مرة الدكاترة قالوا لي إن جسمى مش هيكون قادر على عملية الولادة والحاجات دي».
وكشفت السندريلا أنها كانت حامل أثناء تصوير فيلم «شفيقة ومتولي»، ولكن انتهى الأمر بالإجهاض، قائلة: «كنت حامل في الوقت اللي بعمل فيه (شفيقة ومتولي) ولكن ظروف الفيلم والمشاكل اللي قابلتني فيه تسبت في الإجهاض وكنت حزينة جدًا، وعلي كمان كان في منتهي الحزن».