الرئاسه الافغانيه لـ"الوطن": حشد رسمي وشعبي فى البلاد لمحاربه طالبان
قال محمد أميري، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الأفغانية، إن قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية «ANDSF» أعيد تنظيمها لمحاربة «طالبان» وفقا لخطة محددة، مضيفا: «المواطنون احتشدوا في جميع مقاطعات أفغانستان للدفاع عن البلاد تحت أوامر قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية ووضعت الحكومة الأفغانية خطة منتظمة لتحسين التنسيق بين مختلف أجزاء قوات الأمن في البلاد التى تشمل الشرطة والجيش والقوات الجوية، والتي تم البدء في تنفيذها».
وأضاف أميري في تصريحات خاصة لـ«الوطن»: «بدأ مقاتلو طالبان في تدمير البنية التحتية ونهب وحرق منازل وممتلكات ومزارع الناس في المناطق التي تم الاستيلاء عليها، ولسوء الحظ عطلت تهديدات طالبان الحياة الطبيعية للناس خلال موسم الحصاد، بالإضافة إلى ذلك فرضت طالبان حصارا اقتصاديا على بعض المناطق، مما أجبرهم على ترك منازلهم وأراضيهم».
مدارس البنات أغلقت ولا يسمح للنساء بمغادرة مناطق سيطرة طالبان
واختتم المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الأفغانية، حديثه لـ«الوطن»: «للأسف تم إغلاق مدارس البنات، ولا يُسمح للنساء بمغادرة منازلهن بمفردهن في المناطق التي تسيطر عليها طالبان، وترى الحكومة الأفغانية أن عملية السلام هي الحل الوحيد للحرب والتوصل إلى سلام دائم وعادل، وتقدر كل الجهود المبذولة لإحلال السلام، كما دعت وزارة الخارجية في حكومة أفغانستان الأمم المتحدة إلى التوسط في محادثات السلام بين الحكومة وطالبان».
يشار إلى أن حركة «طالبان» تأسست في ولاية قندهار الواقعة جنوب شرق أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994 على يد الملا محمد عمر، وهو الأب الروحي للحركة، حيث رغب في القضاء على «مظاهر الفساد الأخلاقي وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان» بحسب مزاعم الحركة المسلحة، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994، لتسيطر الحركة على أجزاء كبيرة من البلاد، وتحتل على العاصمة الأفغانية كابل في 27 سبتمبر من العام 1996.
وينتمي معظم أفراد حركة طالبان إلى القومية البشتونية التي يتركز معظم أبنائها في شرق وجنوب البلاد ويمثلون حوالي 48% من تعداد الأفغان البالغ قرابة 27 مليون نسمة.
وكانت قبضة حركة طالبان، على أفغانستان انهارت بعد الغزو الأمريكي في عام 2001، لاسيما عقب وضع دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات رئاسية ديمقراطية، لكن طالبان شنت حربا طويلة الأمد واستعادت قوتها تدريجيا وجرت معها مزيدا من القوات الأمريكية وقوات الناتو إلى النزاع، ومع سحب الولايات المتحدة الأمريكية آخر قواتها، تستعيد هذه الحركة العديد من المناطق.
وأجبر الصراع الدائر في البلاد، ملايين الأفغان على الفرار من ديارهم، ولجأ بعضهم إلى بلدان مجاورة أو طلبوا اللجوء في أماكن أبعد، وأصبح الكثير منهم مشردين وبلا مأوى داخل أفغانستان، إلى جانب ملايين آخرين ممن يعانون مشقة الحياة والجوع، حيث نزع في العام الماضي فقط، أكثر من 400 ألف شخص وفر حوالي 5 ملايين شخص ولم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم بعد، لتصبح أفغانستان ثالث أكبر دولة في العالم من حيث عدد النازحين، بحسب وكالة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.