"اوفيت بما وعدت به". حكايه وعد سميه الالفي لوالدها بعد "الخنساء"
ولدت في يوم شديد الخصوصية، وله في قلب المصريين «معزّة» خاصة، رُفعت فيه أعلام الحرية قبل 69 عاما، حيث شهد «23 يوليو» الإطاحة بالحكم الملكي، وإنهاء الاستعمار البريطاني، وبداية لموجة ثورية انتشرت في الوطن العربي، أما بالنسبة لها، فكان يوم الطقوس المميزة مع والدها، الذي ارتبطت به في علاقة من نوع خاص، غذّاها أنّها الطفلة «الوسطى» ما أعطاها كما قالت توازنا في كل شيء وكثير من التعقّل والهدوء، فكانت على قدر المسؤولية، ولم يعرف «الدلع» لها طريقا، هي سمية الألفي، ابنة المنيل، التي شقّ الفن طريقه إلى قلبها، بعد دور «الخنساء» الذي أدته على خشبة المسرح المدرسي، لتصبح فيما بعد واحدة من أهم نجمات جيلها.
والدي أقنعني أنّ أم كلثوم وعبدالحليم كانا يغنيان لأجل عيد ميلادي وصدقته
احتفال بسيط في منزل العائلة، يليه «خروجة» مع والدها يشاهدان فيها شوارع القاهرة التي تزيّنت بالورود والأضواء، ويستمعان إلى أم كلثوم وعبدالحليم وهما يغنيان، يقنعها بعدها والدها، أنّ الزينة والورود والغناء لأجل عيد ميلادها، فتصدقه، حسب ما قالت الألفي في حوار قديم مع مجلة «روز اليوسف» قبل نحو 32 عاما: «كان تصرفا بسيطا من والدي، ورغم ذلك كان يعتريني شعور طاغٍ بالتميز والاعتزاز».
أحمد الألفي «الحازم» و«الرحيم»
جمع يوسف أحمد الألفي بين الحزم والرحمة، كما أنّ معاصرته لفترتي الملكية ثم الثورة، صنعا منه شخصا متوازنا في علاقته مع أبنائه «أحمد، سلوى، سمية، محمد، وسهام»، لم يبخل عليهم بشيء، قالت سمية: «كان والدي يظن أنّ بناته يجب أن يتزوجن ببرنسات، وأعطانا جميعا كل ما نريد ببذخ شديد، ما زرع بداخلنا اكتفاء وإشباعا من كل شيء، وأبعدنا عن أي انحراف وراء شيء لم نملكه».
صدمة رحيل الأب
عاشت الأسرة صدمة كبيرة بوفاة الأب، الذي رحل حين كانت سمية في عامها السادس عشر، ولم يترك وراءه شيئا سوى مكتب محاسبة، ما وضع الأسرة في موقف حرج ماديا، لكنها تجاوزته سريعا كما قالت سمية، بفضل الشعور الجاد بالمسؤولية تجاه المستقبل، والتربية السليمة.
أوفيت بما وعدت والدي به
تخرجت سمية في كلية الٱداب بجامعة القاهرة، ورغم ذلك لم تنس حلمها القديم في التمثيل، الذي رفضه والدها بشدة: «كان والدي رافضا بشدة دخولي مجال التمثيل، لكنه لم يمانع أن يكون مجرد هواية ضمن ما أمارس من أنشطة بالمدرسة، لكنني وعدته بأن أقدم فنا هادفا».
رسمت الألفي طريقا لنفسها في الفن لم تحيد عنه، تقول إنّها رفضت أدوار الإغراء رغم أنّها كان من الممكن أن تصنع منها نجمة في أسرع وقت: «حافظت على أخلاقي وسلوكي في وسط شديد التعقيد، وحافظت على مبادئي، ولم أخسر الفن الذي طغى على مشاعري منذ وقفت لأداء دور الخنساء على خشبة مسرح مدرستي».