خلال افتتاح مشروعات "بدر". مدبولي: نفذنا وحدات تعادل ما نفذ في عقود
افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي عددا من المشروعات السكنية بعدد من المدن الجديدة، بشرق القاهرة، اليوم، بالفعالية التي أقيمت في مدينة بدر، وفيها استعرض الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أهم الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية في مجال تطوير المناطق العشوائية غير الآمنة، وذلك بحضور عدد من المسؤولين.
ووجه مدبولي في بداية عرضه، التهاني القلبية للقيادة السياسية، وللشعب المصري؛ لحلول العام الهجري الجديد، داعيا الله أن يكون هذا العام عام خير وبركة لمصرنا الغالية والعالم الإسلامي، كما رحب الدكتور مصطفى مدبولي بتشريف الرئيس، والمسؤولين من الحضور لافتتاح عدد كبير من المشروعات السكنية.
نسعى لتحقيق نقلة بملف الإسكان
وأكد مدبولي على أنه يعتبر ملف الإسكان واحد من الملفات العديدة التي اقتحمتها الدولة المصرية على مدار السنوات الماضية؛ حتى يتسنى تحقيق نقلة نوعية حقيقية بهدف وضعته القيادة السياسية وهو تحسين جودة حياة المصريين، مضيفا أنه إذا كنا نفتتح اليوم مشروعات تخص قطاع الإسكان، إلا أن الدولة اقتحمت ملفات أخرى خلال تلك السنوات كانت تكلف الدولة الكثير على مدى عقود طويلة مضت، ومن هذه الملفات المرافق من مياه الشرب، والصرف الصحي، والغاز، والكهرباء، والطرق، إلى جانب ملفات أخرى مثل: التعليم، والصحة، والتموين، مؤكدا على أن الدولة اقتحمت كل هذه الملفات بشجاعة خلال هذه الفترة؛ لكي تعالج التراكمات التي ظلت تعاني منها خلال تلك العقود.
الرئيس يتابع المشروعات بشكل دوري
وأضاف أنه مع الإرادة والمتابعة الدورية من الرئيس لهذه المشروعات، وجهود الدولة، استطعنا تحقيق ما وصلنا إليه الآن من إنجازات كبيرة، ومع ذلك فنحن لا نزال بحاجة إلى القيام بأشواط أخرى، مثلما أكد الرئيس على أننا قطعنا خطوة واحدة من ألف خطوة يتعين قطعها خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أنه من الإنصاف القول بأننا إذا كنا حققنا هذه الإنجازات فقد تكون الظروف لم تتهيأ للدولة في العقود الماضية لتحقيق ذلك، أو تتمكن من اقتحام هذه الملفات، لافتا إلى أن هذه الظروف تمثلت في الحروب وعدم الاستقرار، ولكن كان أمام الدولة تحدٍ آخر وهو الزيادة السكانية الكبيرة التي شهدتها مصر على مدار 100 عام.
مدبولي: عدد السكان في مصر تضاعف في آخر 120 سنة
وسلط مدبولي الضوء على زيادة عدد السكان في مصر بداية من القرن العشرين، وحتى الآن، موضحا أن معدل الزيادة السكانية قفز من 9 ملايين نسمة من بداية القرن العشرين وبالتحديد في عام 1900 ليصل الآن في عام 2021 إلى 102 مليون نسمة، أي بما يعادل 11 ضعفا، الأمر الذي كان يستلزم من الدولة وقفة صارمة، فمع كل الجهود التي يتم تنفيذها، فإن مردوها لا يظهر بالصورة المرجوة لتحسين حياة المواطن المصري بسبب هذه الزيادة.
وأكد على أنه مع بداية العمل على هذه النقطة، أثيرت العديد من الأقاويل التي تدور جميعها حول اعتبار هذه الزيادة السكانية نعمة وليست مشكلة أو نقمة، بل اعتبرها الكثيرون قوة من قوى الدولة، موضحا أن تجارب الدول النامية والدول التي سبقتنا في هذا الأمر، تؤكد على أنه عندما تفوق الزيادة السكانية قدرة الدولة وإمكانياتها على توفير الخدمات، والسكن، والمرافق، وفرص العمل، يصبح الأمر تحديا كبيرا، وهو ما جعل هذه الدول وهي تقوم بالتنمية تنفذ برامج لضبط الزيادة السكانية، مع استمرار تنفيذ المشروعات التنموية، إلى أن يتحقق المعدل الذي تستطيع معه العودة لتحفيز النمو السكاني، وهو ما تمثل لدينا في مصر أن قدرات الدولة لم تكن قادرة على مواكبة الزيادة السكانية، فأصبح الأمر تحديا حقيقيا، ومنها ملف الإسكان.
مدبولي: المواطن حاول حل مشكلة الإسكان بنفسه ما نتج عنه ظهور العشوائيات
وأوضح رئيس الوزراء أن مشكلة الإسكان مستمرة منذ عقود ويعتبر قضية حقيقية تواجهها الدولة، مبينا أنه مع عدم قدرة الدولة على ملاحقة الزيادة السكانية، توجه المواطن المصري نحو الإسكان غير المخطط لتظهر المناطق العشوائية وغير الآمنة إلى أن استفحلت هذه المناطق في كل المدن المصرية، الأمر الذي استلزم وضع استراتيجية للتعامل مع العمران القائم، وهو ما حدث بالفعل، حيث وضعت الدولة في عام 2015 استراتيجية تقوم على محورين يرتكز أحدهما على الانتشار الأفقي لتوسعة الرقعة العمرانية التي كانت حينها تمثل أقل من 7% من مساحة الدولة، ولذا فقد عملت الدولة خلال السنوات الماضية على التوسع في تشييد المدن الجديدة، وركزت على مدن الجيل الرابع، وذلك جنبا إلى جنب المحور الثاني، وهو تطوير العمران القائم، ورغم ما قيل عن أننا نركز على بناء المدن الجديدة فقط ، فإن الدولة بالفعل كانت تنفذ المدن الجديدة، وتعمل على تطوير العمران القائم.
وأكد مدبولي أن هدف تطوير العمران يتأتى في تحسين جودة الحياة وتطوير العشوائيات، وتسكين الأهالي في سكن بديل بعيدا عن هذه المناطق العشوائية قبل بدء التطوير، وكان هذا الأمر يستغرق وقتا طويلا في البداية لنقل السكان، ثم الشروع في هدم هذه العشوائيات، وإعادة البناء من جديد، لأن البناء في مكان عمراني قائم وليس خاليا أمر صعب، حيث كانت تدار مناقشات مع المواطنين من سكان هذه المناطق حول هدف التطوير.
وأشار إلى أن البعض ظن أن الوتيرة المتسارعة التي يتم بها بناء الوحدات السكنية على أرض بكر في المدن الجديدة تعني أن الدولة تغافلت عن العمران القائم، مؤكدا على أن الدولة كانت تعمل في تنفيذ محوري الاستراتيجية معا بالتوازي، لافتا إلى أن تطوير العمران القائم يرتكز على عدة محاور أيضا منها تطوير العشوائيات، وتطوير عواصم المحافظات والمدن الكبرى من خلال إسكان جديد وجه به الرئيس السيسي لتشييد 500 ألف وحدة سكنية في عواصم المحافظات، وصولا إلى مشروع جوهرة الجمهورية الجديدة، والذي يتم تنفيذه ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، التي أطلقها الرئيس قبل عيد الأضحى المبارك، وهو المشروع القومي لتطوير الريف المصري.
مدبولي: «بنينا في 7 سنوات فقط ما بني في 40 عاما»
وأوضح أن الدولة استطاعت خلال 7 سنوات تنفيذ وحدات سكنية تعادل ما تم تنفيذه خلال 40 عاما، موضحا أنه خلال الفترة من 1976 إلى 2005 نفذت الدولة وحدات سكنية بمعدل 42 ألف وحدة سنويا، وخلال الفترة من 2005 وحتى 2013 زاد هذا المعدل بشكل طفيف ليصل إلى 48 ألف وحدة سنويا، أما خلال السنوات الماضية فقط «خلال الفترة من 2015 وحتى الآن»، فقد وصل هذا المعدل إلى 225 ألف وحدة سنويا، ولن نكتفي بهذا المعدل، بل نعمل حاليا على زيادته خلال المرحلة المقبلة.
واستعرض أوضاع الدولة قبل 2011 عن طريق عدد من عناوين الصحف المحلية والدولية التي تناولت حادثة صخرة الدويقة، والتي أشار بعضها إلى أن مخاطر العشوائيات ستبقى أيضا خلال القرن الحادي والعشرين في مصر، مضيفا أنه منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، وضع هدفا محوريا هو أنه لا يمكن أن نسمح باستمرار هذا النوع من السكن ومعاناة أهالينا، وأنه لابد من حل هذه المشكلة مهما كلفنا الأمر، وعرض في هذا الإطار مقتطفات لحديث سابق للرئيس السيسي، وأكد خلاله على ضرورة تغيير وضع المناطق العشوائية، لافتا إلى أن هذه التكليفات من الرئيس عملنا بكل جهدنا على تنفيذها خلال السنوات الماضية، لئلا نترك أطفالنا في هذه المناطق يواجهون مصيرا سيئا.
مدبولي: أنفقنا 425 مليار جنيه لتطوير العشوائيات من 2015 حتى 2021
وأكد مدبولي على أن الدولة عملت وتعمل على حل هذه المشكلة من منطلق أن الحق في السكن الكريم هو أحد أهم حقوق الإنسان، موضحا أنه يتعين على الجميع أن يضع أكثر من خط تحت كلمة «حقوق الإنسان»، فهي تضم محاور كثيرة للغاية، يأتي على رأسها جودة حياة المواطن، وأن يستطيع العيش في منطقة لائقة وسكن كريم.
وخصص مدبولي جزءا لتوضيح تفاصيل الجهود التي بذلتها الدولة لتطوير المناطق العشوائية غير الآمنة، حيث أشار إلى أنه كان هناك تحدٍ كبير أمام الحكومة في عام 2015 يتمثل في وجود أكثر من مليون مواطن يعيشون بمناطق غير آمنة، بـ357 منطقة، يتوزعون على 25 محافظة، ويصل عدد الأسر التي كانت تقطن هذه المناطق 246 ألف أسرة بإجمالي عدد سكان وصل إلى 1,2 مليون نسمة، وكانت التكلفة الفعلية المقدرة 63 مليار جنيه، وذلك بخلاف مناطق العشوائيات غير المخططة، وهي المنازل التي تم بناؤها بالخرسانة المسلحة ولكنها تفتقر لوجود المرافق والخدمات الأساسية، ولذا فهي تعد بمثابة تحد كبير تعمل الدولة على إيجاد الحلول المناسبة له، فضلا عن اقتحام مشكلة الأسواق العشوائية في جميع المدن المصرية، مشيرا إلى أن الدولة خصصت وأنفقت وتنفق أكثر من 425 مليار جنيه؛ من أجل تغيير وجه مصر في هذه المناطق، كما سعت الدولة لتنفيذ مشروع تطوير العشوائيات، الذي يستهدف تطوير كل مناحي الحياة للمواطنين، وتوفير مختلف الخدمات الاجتماعية، والثقافية والاقتصادية، والصحية، وغيرها.
مدبولي: بنينا وحدات بديلة للمناطق العشوائية بنسبة 100%
وعن موقف تطوير المناطق غير الآمنة في الفترة من 2015 وحتى 2021، فأوضح أنه تم الانتهاء من تطوير هذه المناطق، وبلغت نسبة إنشاء الوحدات السكنية 100%، كما تم تسكين 90% من المستحقين، وجار الانتهاء من تسكين النسبة المتبقية من المستحقين.
وعن مشروع إعادة الوجه الحضاري للقاهرة، التي كانت تشهد أكبر تركز للمناطق غير الآمنة على مستوى الجمهورية؛ حيث كانت تضم بمفردها 54 منطقة بإجمالي 70 ألف وحدة سكنية، وبما يمثل 30% من سكان هذه المناطق غير الآمنة على مستوى الجمهورية، مستعرضا في هذا الصدد توزيع أماكن تمركز هذه المناطق بالمحافظة، والتي تشمل مناطق مهددة للحياة، ومناطق سكن غير ملائم، ومناطق مهددة للصحة، ومناطق حيازة غير مستقرة، وفي هذا الإطار، قال رئيس الوزراء: «منهجنا لم يكن يعتمد فقط على بناء سكن، بل تطوير هذه المناطق تطويرا كاملا، وتوفير جميع الخدمات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والصحية».
المساكن البديلة
وتحدث مدبولي، عن موقف تسكين المناطق غير الآمنة بمحافظة القاهرة، والتي تم الانتهاء من إنشاء مساكن بديلة لها بالكامل، وتم تسكين 90% من السكان، حيث تم نقل سكان 11 منطقة من المناطق غير الآمنة إلى مشروع «الأسمرات 1 و2»، وتم تسكينهم في 10980 وحدة سكنية بقيمة إجمالية بلغت 1,4 مليار جنيه، كما تم تسكين سكان 12 منطقة أخرى من هذه المناطق غير الآمنة بمشروع «الأسمرات 3»، بإجمالي 7298 وحدة سكنية، بقيمة إجمالية بلغت 1,9 مليار جنيه، كما تم استكمال 3 مناطق أخرى، إلى جانب تسكين 8 مناطق أخرى في مشروع «المحروسة 1 و2» في 4776 وحدة سكنية، بإجمالي 809 ملايين جنيه.
كما أشار رئيس الوزراء إلى أنه تم تسكين أهالي عزبة أبو رجيلة «ترعة الطوارئ» في مشروع «أهالينا 1»، في 1096 وحدة سكنية، بقيمة إجمالية بلغت 640 مليون جنيه.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه تم اختيار 135 منطقة على مستوى الجمهورية، بإجمالي مساحة 152 ألف فدان يقطنها نحو 7 ملايين نسمة، وذلك فيما يتعلق بتطوير المناطق غير المخططة، موضحاً أنه تم الانتهاء من تطوير 56 منطقة منها، وجار تطوير المتبقي تباعا، مشيراً إلى أن أعمال تطوير المناطق غير المخططة تتضمن إزالة وإعادة بناء المباني، ومن ذلك ما تم في منطقة الأمل «عزبة الهجان سابقا»، والتي نسارع الوقت لتطويرها، لافتاً إلى أنه يتم إزالة تلك المباني لخلق محاور وطرق، وهو ما يمثل صعوبة كبيرة في ظل وجود كتل سكنية موجودة بهذه المناطق، إلى جانب ما تتضمنه الأعمال من مد لشبكات الصرف الصحي، ورصف الطرق الرئيسة، ورفع كفاءة الشوارع الداخلية باستخدام الإنترلوك وإنارتها، فضلا عن تنفيذ شبكة لمكافحة الحريق، وتوفير خدمات على الأراضي الفضاء بتلك المناطق من خلال إنشاء أسواق ومراكز تجارية، وثقافية، وإنشاء وتجهيز ملاعب رياضية.