من رفاعه الطهطاوى الى حسن حنفى . اشهر 5 مفكرين فى مصر
رحل عن عالمنا أمس الخميس، الفيلسوف والمفكر الكبير حسن حنفى، عن عمر يناهز 86 عامًا، بعد مسيرة علمية وأكاديمية كبيرة، أبحر فيها بين الفلسفة والعقيدة الإسلامية، ويعد الراحل أحد منظرى تيار اليسار الإسلامى، وتيار علم الاستغراب، وأحد المفكرين العرب المعاصرين من أصحاب المشروعات الفكرية العربية، ويتم تشييع جنازته اليوم عقب صلاة الجمعة، ولهذا نستعرض عبر السطور المقبلة أبرز 5 مفكرين فى مصر.
رفاعة الطهطاوى
المفكر المصرى رفاعة رافع الطهطاوى "15 أكتوبر من عام 1801م ــ 1873م" واحد من صناع النهضة فى مصر، وصاحب التأثير الكبير فى مسيرة التفكير العلمى فى مصر الحديثة، نشأ فى عائلة من القضاة ورجال الدين، فلقى عناية من أبيه، حفظ القرآن الكريم، وبعد وفاة والده وجد من أخواله اهتماماً كبيراً، فحفظ المتون التى كانت متداولة فى هذا العصر، وقرأ شيئا من الفقه والنحو.
التحق رفاعة الطهطاوى وهو فى السادسة عشرة من عمره بالأزهر فى عام 1817 وشملت دراسته فى الأزهر الحديث والفقه والتفسير والنحو والصرف، وغير ذلك، خدم بعدها كإمام فى الجيش النظامى الجديد عام 1824.
بدأت سيرة رفاعة الطهطاوى العلمية مع محمد على، والذى أرسله ضمن بعثة تضم 40 طالبًا، لدراسة اللغات والعلوم الأوروبية الحديثة، وبعد انتهاء البعثة عاد رفاعة لمصر فى 1831م، ليبدأ رحلته فى العلم وتحقيق أماله فعمل بالترجمة فى مدرسة الطب، ثم عمل على تطوير مناهج الدراسة فى العلوم الطبيعية، ليفتتح فى عام 1835م، مدرسة الترجمة، التى أصبحت بعد ذلك مدرسة الألسن، وعين مديرًا لها إلى جانب عمله كمدرس بها.
وخلال حكم محمد على، تجلى المشروع الثقافى الكبير لرفاعة الطهطاوى ووضع الأساس لحركة النهضة التى صارت فى يومنا هذا، ففى الوقت الذى ترجم فيه متون الفلسفة والتاريخ الغربى ونصوص العلم الأوروبى المتقدِّم نراه يبدأ فى جمع الآثار المصرية القديمة ويستصدر أمراً لصيانتها ومنعها من التهريب والضياع.
وظل جهد رفاعة يتنامى بين ترجمةً وتخطيطاً وإشرافاً على التعليم والصحافة، فأنشأ أقساماً متخصصة للترجمة "الرياضيات، الطبيعيات، الإنسانيات"، وأنشأ مدرسة المحاسبة لدراسة الاقتصاد ومدرسة الإدارة لدراسة العلوم السياسية.
الشيخ مصطفى عبد الرازق
الشيخ مصطفى عبد الرازق "1885 – 1947"، هو شيخ الجامع الأزهر الشريف تولى منصبه فى 27 ديسمبر 1945، وهو أول أزهرى يتولى مشيخة الجامع الأزهر، ويوصف بأنه مجدد للفلسفة الإسلامية فى العصر الحديث، وحمل راية التنوير والإصلاح الدينى، كما أنه تولى قبل ذلك وزارة الأوقاف 8 مرات.
ولد الشيخ فى قرية أبو جرج بمحافظة المنيا، وله مواقف ثابتة وصاحب فكر تنويرى غير متعصب على الإطلاق، كان يعلم الدين بهدف إسعاد البشر وليس للتعقيد والتنافر، يمتلك شجاعة يفتقدها اليوم الكثير من العلماء، فكان يطرح آراءه لإرضاء ربه ثم نفسه.