فوائد البنوك تسحب البساط من الاسواق العالميه خلال 2022
يتجه أغلب البنوك المركزية في العالم إلى تبني سياسات نقدية أكثر تشدداً لكبح جماح التضخم والتغلب على آثاره السلبية على اقتصاداتها وعملاتها الوطنية، وفي المقابل ينعكس ذلك على الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة، خاصة غير المباشرة كأسواق المال.
تحديات الأسواق العالمية خلال 2022
من جانبه، يرى سمير رؤوف، الخبير الاقتصادي، أنَّ تحريك أسعار الفائدة وتبني البنوك المركزية العالمية سياسات نقدية أكثر تشدداً خلال العام الجاري، من شأنه أن يؤثر على حجم السيولة المتجهة إلى أسواق المال، بالإضافة إلى استمرار المخاوف بشأن المتحور الجديد، أوميكرون.
وأضاف «رؤوف» في تصريحات خاصة لـ «الوطن»، أنَّ إشارة «الاحتياطي الفيدرالي» في اجتماعه إلى زيادة سعر الفائدة لترتفع عوائد سندات الخزانة، فيما بدأت إنجلترا بالفعل في تشديد سياستها النقدية، ما يؤكد أن هناك سباقًا منتظرًا على رفع الفائدة بالأسواق الناشئة.
وكان خبراء أسواق المال العالمية، قد استبعدوا أن يشهد عام 2022 نفس الدفعة القوية للطروحات الأولية التي شهدها العام الماضي حول العالم، بسبب كبح البنوك المركزية برامج التحفيز المالي والتطلع إلى رفع أسعار الفائدة، مستندين إلى ما تقود إليه الظروف المتغيرة من تجفيف فائض السيولة الذي ساعد الشركات حول العالم على تسجيل أرقام قياسية في البورصة خلال 2021.
كما أشاروا في نظرتهم المتشككة لمصير الطروحات خلال هذا العام، إلى انخفاض أسعار الأسهم بعد طرحها، وزيادة التدقيق التنظيمي للشركات ذات غرض الاستحواذ.
تنفيذ 4 طروحات عامة خلال 2022
وتتوقع السوق المصرية أن يشهد تنفيذ عدد من الطروحات الأولية المعلنة والمؤجلة في 2022؛ أبرزها بقطاعي البنوك والتأمين، وهما الطرح العام الأولي لبنك القاهرة، و«مصر لتأمينات الحياة» التابعة لشركة مصر القابضة للتأمين، بجانب بعض الطروحات الأخرى التابعة أيضاً لبرنامج الطروحات الحكومية.
5 طروحات خاصة تلوح بالأفق خلال العام الجاري
فيما أعلنت 5 شركات بالقطاع الخاص عن نيتها طرح حصص منها في البورصة خلال العام الجاري؛ أولها شركة «ماكرو جروب»، عملاق مستحضرات التجميل، التي تخطط لطرح 45.8% من أسهمها عبر اكتتاب عام أولي قبل نهاية مارس المقبل، و23 يناير الجاري كموعد نهائي لبدء إجراءات الطرح.
كما تترقب السوق المصرية، طرح شركة «أبوعوف» للمنتجات الغذائية الصحية، التي تستهدف البدء في إجراءات الطرح خلال الربع الثاني من 2022، بعد وقوع الاختيار على «هيرميس» لإدارة الطرح، و«ابتكار» للخدمات المالية غير المصرفية التي تخطط لدخول سوق الأسهم مطلع هذا العام، وأخيراً، الشركات التي أعلنت عن نيتها للطرح العام منذ عامين، ولا تزال تلوح بالفكرة، لكن تم التأجيل لحين تحسّن ظروف السوق، وهما «جالينا» القابضة، و«الجيوشي» للحديد والصلب.
أثارت أخبار بيع حصة أقلية من مجموعة الشركات المملوكة للجيش في برنامج صندوق مصر السيادي، عبر الطرح الخاص لمستثمر استراتيجي، «صافي» للمياه و«وطنية» للبترول، وذلك بعد إعادة هيكلة الشركتين، شهية المستثمرين العرب والمصريين على حد سواء، لكن لم يتم الإفصاح عن جدول زمني للطرح حتى الآن.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي أنَّ مصر تتطلع إلى طرح عدد من الشركات المملوكة للقوات المسلحة في البورصة المصرية، فيما كشفت هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أنَّ الشركتين هما «صافي» و«وطنية»، ويتم طرح حصص مبدئية منهما لمستثمر استراتيجي، وأنَّ المجموعة المالية هيرميس المكلفة بإدارة الطرح، وبالتالي هناك العديد من الطروحات التي يترقبها المستثمرون وسط مخاوف من تأثير فوائد البنوك في حال زيادتها.