يقفز قطاعا البناء والإسكان في مصر قفزة في التحول الرقمي بفضل سياسات البنك المركزي
قال حسن غانم، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لبنك التعمير والإسكان، إن الدولة المصرية شهدت طفرة حقيقية في التحول الرقمي وبناء مصر الرقمية، ودمج التكنولوجيا في جميع تفاصيل الحياة، وذلك عن طريق الاستفادة من ثورة المعلومات والاتصالات ومن التطبيقات العديدة للتكنولوجيا الحديثة، التي جعلت من العالم قرية صغيرة بفضل ما هو متاح من إمكانات هائلة، خاصة فيما يتعلق بسرعة نقل وتبادل المعلومات والبيانات.
«غانم»: خطة التحول الرقمي تمضي بنجاح
ذكر «غانم»، في حديثه خلال مؤتمر الأهرام الأول للتكنولوجيا المالية، أمس الأحد، أن الحكومة المصرية والبنك المركزي وضعا خطة استراتيجية واضحة ومتكاملة نحو التحول إلى مجتمع لا نقدي يتعامل رقميًا في كافة مناحي الحياة، وذلك عن طريق تعزيز وتطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتوسع في تقديم الخدمات المميكنة، وتحسين الخدمات الرقمية في الجهات الحكومية، مضيفًا أن تطبيق التحول الرقمي أصبح ضرورة ملحة حاليًا أكثر من أي وقت مضى، خاصة في ظل ما يشهده العالم من تطور متسارع في استخدام وسائل التكنولوجيا والمعلومات.
اقرأ أيضًا «الاتصالات»: نسعى لتعميم التحول الرقمي.. مفيش داعي للورق
وأكد أن الحكومة قطعت شوطًا مهمًا في تنفيذ مشروعات المنظومة الآلية الموحدة للتحول الرقمي، والتي تتجه إليها بخطوات مدروسة ومتكاملة، تستهدف تطوير الخدمات الحكومية وتيسير حياة المواطنين في جميع مناحي الحياة، متابعًا أنه في ظل سياسات وتوجهات البنك المركزي، أصبح التحول الرقمي من أهم المجالات الاستثمارية للبنوك على المدى القريب والبعيد، حتى أصبح جزءًا أساسيًا من عملها لتحقيق تطلعات عملائها الحالية.
«المركزي» يساند البنوك بقوة
رأى رئيس مجلس إدارة بنك التعمير والإسكان أن التحول إلى الاقتصاد الرقمي أمامه العديد من الفرص والتحديات، إذ أتاح التحول الرقمي للقطاع المصرفي فرصًا ضخمة للبنوك لتحقيق أهدافها الاستراتيجية وتحسين أدائها بكفاءة أعلى، ما سيكون له مردود قوي وإيجابي على الأرباح، ويساهم بشكل كبير في دعم سرعة دوران الأموال داخل البنوك، إلى جانب تعزيز الشمول المالي من خلال جذب نوعية جديدة من العملاء لم تكن تتعامل مع البنوك من قبل.
اقرأ أيضًا المالية: ماضون بنجاح في التحول للاقتصاد الرقمي.. والتكنولوجيا فرضت نفسها خلال كورونا
وأكد مساندة «المركزي» للبنوك بقوة، إذ بادر بإصدار القواعد المنظمة لتقديم خدمات الدفع الإلكتروني، للتيسير على المواطنين في سداد مدفوعاتهم إلكترونيًا، ورفع معدلات استخدامهم للخدمات الإلكترونية بصورة سهلة وآمنة، والمساهمة في نشر الثقافة المالية الرقمية، إذ أطلق مؤخرًا عدة مبادرات غير مسبوقة لتنشيط السداد الإلكتروني.
التحول الرقمي على قائمة الأولويات
وأشار العضو المنتدب لبنك التعمير والإسكان إلى أن هناك نقلة نوعية للخدمات البنكية من خلال التطبيقات الحديثة لتكنولوجيا الخدمات المالية ونظم الدفع الإلكتروني التي تتطور يومًا بعد يوم، ليتم التوسع في استخدامها مع زيادة معدلات الأمن وسلامة المعلومات والبيانات، لافتًا إلى أن جهود المجلس القومي للمدفوعات وجهود الدولة المختلفة للتحول الرقمي، أعطت دافعًا قويًا للقطاع المصرفي لوضع خطط واستراتيجيات لتطوير الخدمات المالية الإلكترونية والمضيّ في تنفيذها خلال فترة وجيزة.
وتابع أن التحول الرقمي يأتي على قائمة أولويات بنك التعمير والإسكان وتطبيقًا لخطة التحول الرقمي وتماشيًا مع استراتيجية البنك المركزي في هذا المجال، من خلال دعم وتحفيز استخدام وسائل الدفع الإلكترونية، وإيمانًا أيضًا من البنك بأهمية التوسع في استخدام المدفوعات الإلكترونية والتحول إلى مجتمع لا نقدي، موضحًا: «نولي اهتمامًا كبيرًا للشمول المالي مستهدفين بذلك دمج الفئات التي لم يسبق لها التعامل مع المنظومة المصرفية، وإدراجهم داخل النظام البنكي».
خطط طموح نحو التحول الرقمي
وقال «غانم»: «بنك التعمير والإسكان مر بتجربة ناجحة قبل ظهور وانتشار فيروس كورونا، وكانت أولى خطوات خطة التحول الرقمي، فكان من أكبر التحديات التي نواجهها تكدس عملاء البنك وزيادة أعدادهم في الفروع لسداد الأقساط وحجز الوحدات، فتم وضع وتنفيذ خطة للتحول الرقمي، فكانت أول خطوة هي تأسيس موقع لحجز الوحدات إلكترونيًا، ثم إطلاق المحفظة الإلكترونية وتضمين خدمة سداد أقساط الوحدات السكنية بين خدماتها، وتعاقدنا مع مقدمي خدمات الدفع الإلكتروني للتسهيل على العملاء في تسديد أقساطهم أونلاين، ولتخفيف العبء على العاملين بالفروع وتقديم مستوى خدمة أفضل للعملاء، وفعلاً نجحنا في تحويل 90% من مسددي أقساط الإسكان للسداد أونلاين».
وكشف عن وضع البنك خطط طموح نحو التحول الرقمي، ومواكبة جهود الدولة وتوجهات البنك المركزي، حيث قدم «التعمير والإسكان» خدمات إلكترونية مختلفة وتنافسية للعملاء، متمثلة في الإنترنت البنكي والموبايل البنكي والمحفظة الإلكترونية وتفعيل آلية كود المدفوعات السريع «QR Code» من خلال المحفظة الإلكترونية، والحرص على تطوير وتقديم خدمات مميزة في تلك التطبيقات.
أول بنك يصرف المرتبات بكروت «ميزة»
ذكر رئيس مجلس إدارة بنك التعمير والإسكان: «تم إطلاق المرحلة الثانية من خدمات الإنترنت والموبايل البنكي والتي تتيح لعملائنا أكثر من 50 خدمة بشكل مباشر، للتسهيل عليهم من خلال التطبيقات، مثل: تحويل الأموال داخل وخارج البنك، فتح حسابات أونلاين، ربط شهادات جديدة، إدارة بطاقة العميل، سداد مديونيات بطاقات الائتمان، والعديد من الخدمات الأخرى، بالإضافة إلى ضخ البنك لاستثمارات كبيرة لتطوير هذه التطبيقات وتحديث البنية التحتية التكنولوجية وتزويدها بأحدث الأنظمة الرقمية، لنشر خطة ميكنة المدفوعات طبقًا لاستراتيجية البنك المركزي».
وأضاف أنه وفقًا لتوجيهات «المركزي»، كان «التعمير والإسكان» من أوائل البنوك التي صرفت مرتبات الدولة من خلال بطاقات الحكومة المصرية (ميزة)، والتي تسمح للعملاء باستخدامها في سداد جميع المدفوعات في أي وقت، فضلاً عن صرف وإيداع الأموال، وكانت أول جهة تم التعاقد معها هي وزارة المالية تليها وزارة التربية والتعليم، وهيئة الأوقاف المصرية، وهيئة المجتمعات العمرانية، وغيرها من الجهات، وذلك لتدريب وتشجيع المواطنين على استخدام البطاقات البنكية لتحقيق ثقافة الشمول المالي، والتحول لمجتمع لا نقدي، مشيرًا الى أن البنك يعتزم إطلاق خدمات التحويل اللحظي للأموال خلال عام 2022، بالإضافة لتنفيذ أنظمة أخرى متعددة تسهل أداء الخدمات المصرفية رقميًا للعملاء خلال العام الجاري.