المصارف العربيه: الازمه الروسيه الاوكرانيه تسببت في الكثير من المشكلات
قال الشيخ محمد الجرّاح الصباح رئيس مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية، إن الأزمة الدولية الروسية – الأوكرانية، من القضايا المهمة، وهو ما جعلنا نتجه إلى دراسة «تداعيات الأزمة الدولية وتأثيرها على الأوضاع الاقتصادية في المنطقة العربية»، حيث أدركنا تداعياتها التي كشفت فجوة كبيرة تعاني منها دولنا العربية وخصوصاً في نظامها الغذائي، وبيّنت حجم اعتمادها على الخارج.
وأضاف «الجراح» خلال كلمته في مؤتمر اتحاد المصارف العربية المنعقد حاليا، أنّه عندما تنشب أزمة سياسية أو حرب أو كارثة طبيعية بفعل الجفاف أو الفيضانات في جهة من جهات الأرض الأربع خارج منطقتنا العربية، حتى ترتبك سياسات الحكومات وتضطرب الموازنات المالية، وتنفلت أسعار السلع الغذائية، وتبدأ معاناة المواطن العربي تلاحقه ضغوط الغلاء، ومتطلبات المعيشة.
وأشار إلى أن ما يمكن أن نستنتجه من هذه الأزمة الدولية، وما يمكن أن نتلمسه في واقع المجتمعات والدول العربية بخصوص الأمن الغذائي، أنّ هناك أزمة صامتة قد تنفجر في أي وقت، مما يعني أن الحاجة ملحّة على المدى المتوسط والبعيد إلى وضع استراتيجيات زراعية بديلة يتحقق منها الاكتفاء الذاتي، وإنتاج الغذاء وفق سياسات وطنية، بما ينأى بها عن الارتدادات والانعكاسات التي تتولّد من رحم الحروب والأزمات.
وقد تكون للصدمات المضاعفة لهذه الأزمة الدولية تداعيات خطيرة على بعض بلدان المنطقة إذا لم يتم تعزيز المساعدات الإنسانية والإنمائية إليها خلال العام 2022، وهذا ما يدعو إلى التعالي عن الخلافات والنظر بواقعية إلى الأوضاع المستجدة، والتوجّه إلى إيلاء القطاعات الاقتصادية أقصى الاهتمام من خلال وضع الاستراتيجيات التي تخفف من حدّة الأزمات، وتساهم في مواجهة التحديات، بحسب قول «الجراح».
تجربة مصر
وأشار «الجراح» إلى تجربة مصر التي سارعت حكومتها العتيدة إلى تعزيز مساعيها لتدبير احتياجاتها من القمح وسط استمرار الأزمة الدولية بطرح مناقصة غير محدودة لشراء كمية غير محدودة من القمح من مناشئ الاستيراد الأوروبية المعتمدة لديها، مع الإشارة إلى أنّ مصر تعتمد بشدّة على قمح منطقة البحر الأسود وإلى أنّ بند توفير القمح في موازنة الدولة سيرتفع بمقدار 15 مليار جنيه مصري.
التخلص من القنوات الرئيسية لتأثير الأزمة
وأوضح أنه يمكن تلخيص القنوات الرئيسية لتأثير الأزمة الروسية الأوكرانية بالتالي، فإضافة إلى صدمات أسعار الغذاء لا سيما القمح، فهناك زيادات أسعار النفط والغاز، وعزوف المستثمرين عن المخاطر وجنوحهم إلى الاستثمارات الآمنة، الأمر الذي قد يؤثّر على تدفقات رؤوس الأموال الخاصة على الأسواق الصاعدة ككل، وتحويلات المغتربين، والتأثيرات على قطاع السياحة، فبعد معاناة منطقتنا العربية لأكثر من سنتين من تفشي وانتشار جائحة كورونا، برز تخوّف أكثر خطراً ناتج عن تعرّض المنطقة لأزمة ترتبط باحتمال تعطل سلاسل الإمداد، حيث ستكون لكل من هذه المشكلات تبعات اقتصادية تختلف من دولة لأخرى.
ولفت إلى إنّ اتحاد المصارف العربية من خلال متابعته لارتدادات هذه الأزمة الدولية على اقتصاداتنا العربية، ومرحلة عدم اليقين التي بدأت تنعكس على منطقتنا العربية، ندعو من خلال هذا المؤتمر صنّاع القرار في دولنا العربية إلى استشراف المرحلة القادمة والتوصية إلى كافة دولنا العربية أن تقوم بتعزيز أمنها الغذائي سواء في حالتي السلم والحرب، وعدم الاعتماد على الاستيراد، والتوجّه إلى الاستثمار في التنوّع الاقتصادي من خلال تعزيز التعاون العربي في مجال الاستثمارات الزراعية، وتوظيف الأراضي الزراعية العربية الشاسعة، ووضع الخطط الاستراتيجية للاستفادة من الثروة النفطية في خدمة الاقتصادات العربية.