ماذا يحدث اذا تعرضت محطه زابوريجيا للقصف؟. تلوث نووي يؤثر على 6 دول
تسبب النشاط العسكري بالقرب من محطة زابوريجيا للطاقة النووية في جنوب شرق أوكرانيا، في قلق متزايد في الأيام الأخيرة مع ارتفاع حالات القصف، بينما يحذر الخبراء من أن مخاطر وقوع حادث نووي خطير حقيقية للغاية، وفق تقرير لصحيفة «ذا موسكو تايمز» الروسية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش الأسبوع الماضي، إن أي هجوم على المحطات النووية بمثابة عملا انتحاريًا، بينما دعا مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى الوصول للموقع.
أهمية محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا
تقع محطة زابوريجيا للطاقة النووية على نهر دنيبرو، وهي أكبر مجمع نووي من نوعه في أوروبا ومن بين أكبر 10 مصانع في العالم.
وكانت المنشأة تحت سيطرة القوات الروسية منذ أن استولت عليها في مارس، لكنها لا تزال تدار من قبل فنيين من شركة الطاقة النووية الحكومية الأوكرانية.
وقالت شركة إنجيرتاموم الحكومية الأسبوع الماضي، إن القوات الروسية تستعد لربط المحطة بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014، وإنها تلحق الضرر بالمحطة بإعادة توجيه إنتاجها من الكهرباء.
ويقع المجمع النووي على بعد حوالي 200 كيلومتر من شبه جزيرة القرم، ويضم ستة مفاعلات من أصل 15 مفاعلًا في أوكرانيا، وهو قادر على إمداد 4 ملايين منزل بالطاقة.
ما هو الوضع في الوقت الحالي داخل زابوريجيا؟
وقالت الشركة الأوكرانية التي تدير المحطة في وقت سابق من هذا الشهر، إنه بينما يحتوي المجمع على ستة مفاعلات، إلا أن اثنين فقط يعملان حاليًا، وهو ما أكدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي قالت إنها لم تتمكن من زيارة المحطة منذ ما قبل بدء الحرب، لكنها أكدت أن مفاعلين متصلين حاليًا بالشبكة.
وقالت أوكرانيا، إن هناك ثلاثة خطوط كهرباء في المنشأة تضررت، وأن المصنع يعمل بخط إنتاج واحد فقط، وهي طريقة عمل في غاية الخطورة.
وقد اتُهمت روسيا بنشر 500 جندي وقاذفات صواريخ في المنطقة، باستخدام المفاعل النووي كدرع، ويبدو أن اللقطات الأخيرة التي نشرها التحقيق بشان تحركات موسكو تظهر مركبات عسكرية يتم قيادتها داخل المجمع.
اتهامات للقوات الأوكرانية بتوجيه ضربات إلى زابوريجيا
وقال المسؤولون الذين نصبتهم موسكو في منطقة زابوريجيا، إن القوات الأوكرانية مسؤولة عن الضربات على المصنع، وقال فلاديمير روجوف، عضو الإدارة الإقليمية الموالية لروسيا، أمس، إن المصنع اضطر إلى خفض الإنتاج وإنه قد يتوقف عن العمل إذا استمر القصف.
في اليوم نفسه، قال «روجوف» إن صاروخًا أوكرانيًا سقط على بعد 10 أمتار من مخزن النفايات النووية، لكن المحطة لم تتعرض لأي أضرار جسيمة، واقترحت السلطات الروسية، يوم الإثنين، وقفًا لإطلاق النار في المنطقة المحيطة.
كيف سيبدو الوضع إذا وقعت كارثة نووية في زابوريجيا؟
أعاد الوضع في زابوريجيا، ذكريات كارثة تشيرنوبيل النووية عام 1986 في أوكرانيا السوفيتية، حيث توفي وجُرح مئات الأشخاص وانتشر التلوث الإشعاعي في جميع أنحاء أوروبا.
وبالمثل، يحذر خبراء الطاقة النووية من أن أي حادث نووي لن يؤثر على أوكرانيا فحسب، بل يؤثر أيضًا على بعض الدول، بما في ذلك روسيا ومولدوفا وبيلاروسيا ورومانيا وبلغاريا.
وقال أندريه أوزاروفسكي، أخصائي سلامة النفايات المشعة في الاتحاد الاجتماعي البيئي الروسي، إن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المفاعلات، ممكنة نتيجة القتال.
وإنه في حالة وجود قوة خارجية - مثل ضربة صاروخية متعمدة أو غير مقصودة - يمكن أن تتضرر الدائرة الأولية لمحطة الطاقة النووية، مضيفًا أن مثل هذا النوع من الضرر قد يؤثر على وعاء ضغط المفاعل ويؤدي إلى انفجار.
وقال أوزاروفسكي لصحيفة ذا موسكو تايمز، إنه في حالة حدوث انفجار - بالنظر إلى حقيقة أن المجمع يقع بالقرب من النهر - من المحتمل أن يؤثر إطلاق الإشعاع على مئات الكيلومترات حول المجمع.
خبير كيمياء إشعاعية: لن تكون هناك كارثة على غرار تشيرنوبيل
ومع ذلك، قال خبير الكيمياء الإشعاعية بوريس زويكوف، إن كارثة على نطاق تشيرنوبيل غير مرجحة لأن المحطات بها نوعين مختلفين للغاية من المفاعلات.
وقال زيكوف: «من الصعب للغاية تدمير المفاعل حتى عن قصد - يجب أن يتم ضربه بشكل متكرر في نفس المكان، ولكن حتى إذا حدث ذلك، سيكون حجم الكارثة مختلفًا».