تحديات انقطاع الكهرباء في مصر وأثره على المواطنين 2023

شهدت مصر مؤخرًا انقطاعات متكررة للكهرباء بصورة لم تشهدها البلاد طوال السنوات الثماني الماضية. هذا الوضع الذي يتجاوز فيه انقطاع التيار الكهربائي ست ساعات في بعض المناطق والقرى يأتي في ظل موجة شديدة الحرارة تجتاح البلاد، حيث تجاوزت درجات الحرارة حاجز الـ40 درجة في القاهرة واقتربت من 50 درجة في جنوب الصعيد.
تأثير الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي لا يقتصر فقط على محافظات الصعيد والدلتا وأجزاء من محافظات القاهرة الكبرى، بل يطال جميع المحافظات في مصر. وقد أشتكى العديد من المواطنين من هذه الحالة، حيث تسببت الانقطاعات في اضطراب حياتهم اليومية وتأثرت عمليات الإنتاج والتعليم والحياة العامة بشكل كبير.
تُرجع الشركات المسؤولة عن توليد وتوزيع الكهرباء هذه الانقطاعات إلى زيادة الأحمال على المحولات الكهربائية. مع تزايد استهلاك الكهرباء في الفصل الصيفي، تتعرض هذه المحولات لضغوط عالية، مما يؤدي إلى حدوث أعطال فجائية وتوقفها عن العمل. كما يُذكر أن نقص إمدادات الغاز هو أحد الأسباب الرئيسية لهذه الحالة، حيث يعتمد الكثير من محطات توليد الكهرباء في مصر على الغاز الطبيعي كمصدر للطاقة.
أثر انقطاع الكهرباء يتجاوز تأثيره الاقتصادي والاجتماعي، إذ يتداخل مع انقطاع مياه الشرب في نفس الوقت، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة وزيادة الصعوبات على المواطنين. تتسبب انقطاعات الكهرباء في توقف ضخ محطات مياه الشرب بالقاهرة الكبرى، ما يؤدي إلى انقطاع المياه في الأماكن المرتفعة والأدوار العليا وخاصةً في فصل الصيف الحار.
يُشكل ارتفاع درجات الحرارة أثناء فصل الصيف تحديًا كبيرًا على شبكة الكهرباء المصرية، حيث يزداد استهلاك الكهرباء بشكل كبير نظرًا لتشغيل المكيفات والمراوح بشكل مستمر لتلطيف الأجواء. هذا الارتفاع الكبير في الاستهلاك يضع ضغوطًا إضافية على الشبكة الكهربائية وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى انهيارها.
تعمل وزارة الكهرباء على حل هذه المشكلة والتوجه إلى صيانة الأجهزة بشكل دوري ومنع الأعطال الفجائية فيها، وتُجهز خططًا لتزويد المحولات الكهربائية بالغاز الكافي لتشغيلها بكفاءة. كما تسعى الحكومة المصرية لزيادة قدرتها الإنتاجية وتوسيع قاعدة مصادر الطاقة المستدامة للتخفيف من الاعتماد الكلي على الغاز الطبيعي.
من جانبهم، يجب على المواطنين أن يكونوا على استعداد لمواجهة هذه الظروف القاسية، من خلال اتخاذ التدابير الوقائية والاستفادة من الأنظمة البديلة لتزويد المنازل بالطاقة الكهربائية مثل الطاقة الشمسية.
في الختام، يعد انقطاع الكهرباء تحديًا جديًا يواجهه المجتمع المصري، ويتطلب تعاونًا من الحكومة والمواطنين للتغلب عليه. يجب أن تعمل السلطات على تطوير البنية التحتية لشبكة الكهرباء وتعزيز قدرتها التوليدية، بينما ينبغي للمواطنين الاستعداد للتعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة بشكل منظم وذكي. إن تحقيق التوازن بين الاستهلاك والإنتاج سيساهم في تحسين جودة الخدمة الكهربائية وتحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية في مصر.