التدخين سبب فى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب الدائم

أظهرت دراسة حديثة من جامعة أرهوس الدنماركية أن التدخين يمكن أن يكون له تأثير كبير على الصحة العقلية، حيث يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب. بينما نعلم جميعًا أن التدخين يتسبب في العديد من الأمراض البدنية المزعجة، فإن هذه الدراسة تسلط الضوء على الأثر السلبي للتدخين على الصحة العقلية، مما يجعلها قضية صحية عامة تستحق الانتباه والتوعية.
الأبحاث السابقة:
لسنوات طويلة، أثيرت الشكوك حول علاقة التدخين بالأمراض العقلية، ولكن لم يتم التوصل إلى توافق علمي. ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، بدأت الأبحاث في تقديم أدلة قوية على الارتباط بين التدخين والاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى.
الدراسة الجديدة:
قام الدكتور دوج سبيد من جامعة أرهوس الدنماركية بإجراء دراسة حديثة، بالتعاون مع زملائه من كندا، وتم نشر النتائج في مجلة "Acta Psychiatrica Scandinavica". وأظهرت هذه الدراسة أن التدخين يمكن أن يكون سببًا في الإصابة بالاكتئاب واضطراب ثنائي القطب.
وفيما يتعلق بهذه النتائج، قال الدكتور سبيد: "الأرقام تتحدث عن نفسها، فالتدخين يزيد من خطر دخول المستشفى بسبب مرض عقلي بنسبة 250 في المئة". هذا يشير إلى أن هناك علاقة قوية بين التدخين والأمراض العقلية.
الآليات المحتملة:
لم يتم التوصل إلى تفسير نهائي لكيفية تأثير التدخين على الصحة العقلية، ولكن هناك بعض النظريات المحتملة. إحدى هذه النظريات تشير إلى أن النيكوتين في التدخين يمكن أن يؤثر على السيروتونين، وهو ناقل عصبي في الدماغ مرتبط بالمزاج والشعور بالسعادة. عند تدخين سيجارة، يزيد النيكوتين من إفراز السيروتونين، مما يؤدي إلى الاسترخاء، ولكن بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي النيكوتين إلى تقليل إفراز السيروتونين، مما يمكن أن يسبب القلق والاكتئاب.
ختامًا:
تؤكد هذه الدراسة الجديدة على أهمية الابتعاد عن التدخين للحفاظ على الصحة العقلية بجانب الصحة البدنية. إن توعية الجمهور بأضرار التدخين على الصحة العقلية يمكن أن تساهم في تقليل معدلات انتشار هذه الأمراض وتحسين جودة حياة الأفراد. ولا يجب نسيان أن الحكومات والمجتمعات تلعب دورًا هامًا في توفير الدعم والموارد للأشخاص الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين وتحسين صحتهم العقلية والبدنية.