حكايه جريمه. كيف توصلت الشرطه لقاتل "فرحانه" واطفالها من "اثار قدمه"؟
في مارس 2013، وفي أحد البيوت الريفية بقرية الكشح التابعة لمركز دار السلام بسوهاج، تسلل «شنودة» إلى منزل حبيبته «هناء» تنفيذًا لاتفاق معها بقتل والدتها «فرحانة» التي رفضت زواجهما، نظرًا لسوء سلوكه.
أجهز «شنودة» و«هناء» على والدة الأخيرة، وقتلاها، وأثناء هروبه من المنزل، لاحظ وجوده باقي أشقاء «هناء»، فقرر التخلص منهم، ذبحًا، واحدا تلو الآخر، ثم لاذ بالفرار.
جريمة الدقائق المعدودة نُفذت في هدوء وبدم بارد، ولم يترك «شنودة» أثرًا ورائه، لا بصمة على سكين ولا سقطت منه بطاقة تحقيق شخصيته، لكن الشرطة سعت لحل لغز الحادث، حتى تمكنت من العثور على أثر قدم، كان هو مفتاح الحل.
البداية.. بلاغ بـ4 جثث
تلقت مديرية أمن سوهاج، بلاغًا بالعثور على ربة منزل وأطفالها الثلاثة مقتولين داخل منزل الأسرة بقرية الكشح، وانتقل فريق من المباحث إلى مكان المنزل المكون من 3 طوابق، حيث عُثر على جثث الضحايا الأربعة في الطابقين الثاني والثالث من المنزل، الأم في الطابق الثالث والأطفال الثلاثة داخل دورة مياه بالطابق الثاني.
مناقشة الزوج
شرع ضباط المباحث في الإجراءات الأولية والمتبعة، من معاينة منافذ المنزل ومخارجه، وكذا سؤال زوج المجني عليها ووالد الباقيين، والذي أكد أنه فوجئ بمقتلهم عقب عودته للمنزل.
وفي مثل هذه الحوادث يلجأ ضابط المباحث لتوسيع دائرة الاشتباه، خاصة أن نتيجة الفحص أكدت سلامة منافذ المنزل، وأن الجاني أو الجناة دخلوا بطريق مشروع.
مسرح الجريمة
بدأ فريق البحث الجنائي في فحص مسرح الجريمة، الذي يحمل تفاصيل حتى وإن قلّت فهي تبوح بمعلومات كثيرة حال حسن استثمارها، فقد عثر فريق البحث على آثار أقدام، لم تتطابق مع أحد من أصحاب المنزل الباقين على قيد الحياة، وهم الزوج وابنته «هناء».
تحريات مكثفة
بدأت التحريات تؤتي ثمارها، مع التوصل لمعلومة جوهرية، تفيد بأن «هناء» نجلة المجني عليها، على علاقة عاطفية بشاب، رفضته والدتها عدة مرات لسوء سلوكه، فبدأت الشبهات تحوم حولها، حتى تم تضييق الخناق عليها واعترفت تفصيليًا بتسهيل دخول عشيقها «شنودة» إلى المنزل للتخلص من والدتها.
الابنة: قتلها هي واخواتي
قالت «هناء»، إنها سهّلت دخول عشيقها لقتل أمها، وبعدما نفّذ جريمته همّ بالنزول فتقابل مع أشقائها الذين حضروا فجأة إلى المنزل، فتخلص منهم أيضًا، بمساعدتها، ولاذ بالفرار، إلا أن آثار قدمه طبعت فى الطابق الثالث بالقرب من جثة الأم، وكان هذا هو الدليل.
القبض على «شنودة»
وتمكنت الشرطة من القبض على «شنودة»، وتمت مطابقة آثار قدمه بآثار القدم التي عُثر عليها، وتطابقت، واعترف تفصيليًا بارتكاب الجريمة، حيث أمرت النيابة العامة بإحالته و«هناء» للمحاكمة الجنائية، والتي عاقبتهما بالإعدام شنقًا.