دليل الامن لملاحقه الارهابيين. "قصاصو الاثر" ابطال الظل بحادث الواحات
علم مبهر لم يأتِ من فراغ، إنما انتقل من جيل إلى جيل على مدار وقت طويل خلال السنوات الماضية، ضاربا جذوره في عمق التاريخ، وربما يرجع ذلك إلى وقت الفراغ الذي جعل من «قصاص الأثر» يكتسب خبرة التعامل والتعرف على آثار الأقدام، ليصبح بعد ذلك عنصرا مساعدا لرجال الأمن في كشف غموض العمليات الإرهابية، ويد المساعدة ليتمكنوا من القبض على الإرهابيين.
وخلال الحلقة 25 من مسلسل «الاختيار 2» ظهر الشهيد صلاح الشولحي قصاص الأثر في عملية الواحات، والملقب بـ«فزاع الشدايد»، وابن قرية زاوية حمور التابعة لمركز الدلنجات بمحافظة البحيرة، والذي تم تجسيد شخصيته في العمل، وهو ما يعد تكريمًا لقيمة قصاصي الأثر في الحرب على الإرهاب.
في أكتوبر عام 2017، استعانت الجهات الأمنية بـ«قصاص الأثر»، من أجل القضاء على مرتكبي حادث الواحات الإرهابي، الذي راح ضحيته 16 من أفراد الشرطة برصاصات الغدر التي انطلقت من أسلحة الإرهاب الخسيس.
«قصاص الأثر» يستطيع أن يعرف أشياء كثيرة من مجرد رؤية أثر الأقدام، فيمكن أن يحدد العمر التقريبي للشخص وفي أي فترة كان يمشي، صباحا أو ليلا، وهل هو ذكر أم أنثى، أعسر أم أيمن، ما يسهل معرفة هوية الشخص الهارب، وتيسير مهمة اللحاق به والعثور عليه.
أصعب مشكلة تواجه قصاصي الأثر هي الرياح التي تطمس معالم الأقدام على الأرض، لكن مع ذلك يمكن تحديد الأثر رغم مرور أيام وقد تصل إلى أسابيع.
أغلب قصاصي الأثر توارثوا هذه الموهبة التي لم تعد مهنة بالطبع من الأجداد، وما زالوا يورثونها لأبنائهم، وتسهم بشكل كبير في فض نزاعات قد تنشأ بين الأفراد بسبب اتهامات بسرقة أو دخول منزل دون استئذان.
الطبيعة البدوية لقصاصي الأثر، جعلت البعض يصعب عليهم التفريق بينهم وبين الإرهابيين، بل أحيانا تنشر صورهم على أنها صور لإرهابيين، ليأتي مسلسل «الاختيار 2» ويظهر الحقيقة والبطولة التي شارك فيها الشهيد صلاح وغيره، من أجل مساعدة الشرطة المصرية في القضاء على الجماعات الإرهابية.