مازالت جائحة فيروس كورونا تهدد العالم أجمع، منذ بدايتها العام الماضي؛ إذ أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن أوروبا والصين هما بؤرا الجائحة في العالم، واتخذت عدد من الدول الأوروبية خلال الأسابيع الماضية قرار إغلاق شبه كامل.

واشتدت أزمة الفيروس في أوروبا، خلال الأيام الماضية، وكانت آخر تطورات الوضع قرارات بالإغلاق التام في بعض البلدان.

وأثرت تلك الجائحة بالسلبي على الاقتصاد والعمل؛ بسبب إجازة كورونا الإجبارية، التي يقوم بها أصحاب العمل والمؤسسات، حفاظا على حياة المواطنين؛ إذ أعلنت مصر تقليص العمل بنسبة 50 و20%، كما أجلت الدراسة، واتخذت قرارات بإغلاق المحلات التجارية والمولات في مواعيد محددة، تنفيذا لقرر مجلس الوزارء.

وفي تلك الأزمة للموجة الثانية من مواجهة فيروس كورونا، اعترف أغلب أصحاب المطاعم والمستثمرين بأن الإمكانيات المالية المتاحة لهم وفي أرصدتهم لا تكاد أن تتحمل أو تكفي للمواجهة، حتي بداية شهر أبريل مع نهاية فصل الشتاء.

أزمة وجودية لا يتسطيع أحد التغلب عليها

ومن المضطر أن يلجاء أصحاب الأعمال إلى الاستغناء عن العمال، وإغلاق المطاعم، بلا أمل في إعادة افتتاحها قريبا، ووصف أحدهم الوضع بأنه «أزمة وجودية لا يستطيع أحد التغلب عليها.

وقال المهندس حمد عمر، أحد المستثمرين في جنوب سيناء، إن الدولة تؤدي واجبها في شخصية القيادة السياسية، بسبب المبادرات التي تطلق من أجل نجاح الاقتصاد، مؤكدا أن المطاعم والمنتجعات السياحية تفقد رونقها، بسبب المنصات الإلكترونية، خاصة في ظل جائحة كورونا.

وأضاف «عمر» في تصريحاته لـ«الوطن»، أن رجال الأعمال لم يقلصوا أي عمالة، وتدفع جميع المرتبات للعاملين في مجال السياحة، خاصة في جنوب سيناء.

وتقدم المستثمر بالشكر للواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، بسبب ما يقدمه من خطط وتطوير في شرم الشيخ وسانت كاترين والطور.

وزارة الطيران تقدم مبادرات لدعم السياحة

وأكد «حمد» أن هناك بعض المؤسسات والمسؤولين، يعملون على مدار الـ24 ساعة، مثل ما تنفذه وزارة الطيران من مبادرات لدعم السياحة ومحافظ جنوب سيناء، مشيرا إلى أن المستثمرين اندمجوا في تطوير محطات الغاز وتقديم الخدمات للسياحة الداخلية، وخاصة للمواطن.

وأوضح حمد عمر، أن تلك المبادرات من أجل دعم السياحة، منوها إلى أن مبادرة «شتي في مصر»، قامت بالتنسيق بين وزارة الطيران والمنتجعات السياحية، من أجل دعم السياحة.

وطالب المستثمر بدمج بعض المؤسسات في تلك المبادرات، وكذلك وزارتي المالية والسياحة، من أجل تنمية الاقتصاد، منوها إلى أن مبادرة تخفيض الإيجارات كانت بين القطاعين الخاص والعام من أجل النجاح وتقوية الاقتصاد، ورفع الإيجارات تدريجيا، للسبب ذاته.

صاحب «أسماك بلبع» يخسر 28 مليونا بسبب كورونا

واستمعت «الوطن» إلى بعض أصحاب المحلات التجارية، التي تواجه أزمة كورونا، منهم أشرف بلبلع، صاحب محل الأسماك الشهير بالإسكندرية، الذي قرر في تصريحات خاصة، أن أزمة كورونا تصيب الاستثمار التجاري بخيبة أمل، على حد وصفه، موضحا أن «الجميع الآن يعمل بنسبة 25% من قوة  المحل». 

وأضف «بلبلع» أنه لا يستطيع الاستغناء عن العمالة؛ فهم شركائه في المجهود منذ عشرات السنين، منوها إلى أنه في بداية أزمة كورونا خسر ما يقرب من 28 مليون جنيها، بسبب إغلاقه لمدة 4 أشهر.

وأوضح أشرف بلبع، أن العمالة الآن تعاني بسبب إلغاء «شيفت» كامل، نظرا للجائحة، مؤكدا أن الجميع لا يد له فيها، مطالبا الحكومة بالتنسيق مع أصحاب المحلات والشركات التي لم تستغن عن العمالة في التامينات والضرائب، وتأجيل سدادها على فترات زمنية تناسب الجميع «الحكومة وأصحاب المحلات»، مشددا على أن الدولة تقف بجانب الجميع.

وعن سبب ازدهار سوق المنصات الإلكترونية، فأكد «بلبع» أنها تجارة ومجال جديد، والسوق يسع الجميع.