الفائزون والخاسرون فى يورو 2021 بعد تتويج ايطاليا باللقب
أُسدل الستار على النسخة الـ16 من بطولة الأمم الأوروبية (يورو 2020) التي أقيمت وسط ظروف استثنائية؛ بسبب تفشي جائحة كورونا، وعلى ملاعب متعددة، وشهدت عودة إيطاليا للجلوس على عرش القارة العجوز للمرة الثانية في تاريخها وبعد 53 عاما من الغياب.
وعزز هذا التتويج أسطورة "الآتزوري"، المنافس الكبير والخبير في كأس العالم الذي توج به في 4 مناسبات كان آخرها في 2006 على حساب فرنسا، ولكنه كان يواجه حظا سيئا في البطولة القارية، حيث لم يتمكن، حتى الآن، من فرض هيمنته سوى في مرة وحيدة في 1968، التي استضافها.
ورفع المنتخب الإيطالي حتى الآن رصيده إلى 6 ألقاب كبيرة، وهو اللقب الدولي الأول منذ تتويجه على الأراضي الألمانية بلقب المونديال قبل 15 عاما.
وهذا التتويج لم يكن ليتحقق بدون إدارة واقعية من خارج الخطوط كان بطلها المخضرم روبرتو مانشيني، الذي عرف كيف يوظف إمكانات لاعبيه المتاحين، ويخرج أفضل ما لديها، لتقدم إيطاليا في النهاية هذا الأداء الذي اتفق الجميع على روعته، وأن أصحاب القميص الأزرق هم الأجدر باللقب، بالنظر لمشوارهم في البطولة.
وتحت قيادة مانشيني، بات أداء إيطاليا أكثر جمالا وجرأة في الهجوم، رغم أنه لم يتخل عن الأداء الدفاعي القوي "الكاتيناتشو" الذي كان يتميز به في السابق، ليتمر من عنق الزجاجة والصورة الباهتة في مونديالي 2010 في جنوب أفريقيا، و2014 بالبرازيل، بالإضافة للخروج من دور الثمانية في اليورو الأخير في فرنسا في 2016.
لكن التتويج بلقب اليورو أعاد للكرة الإيطالية هيبتها، لتصبح أحد أبرز المنتخبات التي سيسلط عليها الضوء في المنافسة على الموعد الأكبر وهو مونديال قطر العام المقبل، ولم لا والتتويج بلقب خامس تجاور به البرازيل على عرش منتخبات العالم.
إسبانيا:
رغم خروجه من نصف النهائي على يد إيطاليا بركلات الترجيح، إلا أن منتخب إسبانيا خرج بفوائد عديدة من اليورو، حيث إنه دخل البطولة بصورة مغايرة تماما عن التي كان عليها قبل سنوات قليلة إبان فترة "الجيل الذهبي" الذي سيطر على الأخضر واليابس بداية من لقب اليورو في 2008، مرورا بالتتويج الأبرز في تاريخه بمونديال 2010 بجنوب أفريقيا، نهاية بلقب اليورو في 2012.
ورغم البداية المحبطة لـ"لا روخا" بتعادلين متتاليين في دور المجموعات أمام السويد (0-0)، ثم بولندا (1-1)، إلا أن الأداء بدأ يرتفع بداية من مواجهة سلوفاكيا في نهاية المجموعة، ثم كرواتيا في ثمن النهائي (5-3)، وسويسرا دور الثمانية بركلات الترجيح، حتى السقوط أمام "الآتزوري" في المربع الذهبي بركلات الترجيح أيضا.
واستطاع لويس إنريكي أن يُكون منتخبًا طموحًا يعد بالكثير مع قدوم موعد المونديال القطري، ليخرج أخيرا من النفق المظلم بعد إخفاقات عديدة في مونديال 2014 بالبرازيل، ثم الموعد الأوروبي في 2016، وأخيرا مونديال روسيا قبل 3 سنوات.
الدنمارك وأوكرانيا وسويسرا والنمسا:
شهدت بطولة اليورو الأخيرة عددا من المفاجآت، سواء فيما يتعلق بالهدافين، أو بالمنتخبات التي خرجت من عباءة التمثيل المشرف، إلى أن يكون لها دور البطولة الاستثنائية.
وحدث هذا تحديدا في حالة منتخب الدنمارك، الذي تخطى البداية الصادمة ليس فقط بالخسارة أمام فنلندا في المباراة الافتتاحية، ولكن أيضا بالحادث الذي كاد يودي بحياة نجمه الأبرز كريستيان إريكسن داخل المستطيل الأخضر، ليحجز في النهاية مقعدا له ضمن الأربعة الكبار، وبل يكون قريبا للغاية من تكرار ملحمة نسخة 1992، ولكنه في النهاية سقط بصعوبة على يد صاحب الأرض ووصيف البطولة، منتخب إنجلترا.
منتخب سويسرا أيضا ظهر بصورة رائعة، لاسيما على المستوى الجماعي، حيث ظهرت كتيبة المدرب المخضرم فلاديمير بيتكوفيتش كند قوي لمنافسيها في البطولة، وهو ما يظهر في إقصائها للمرشح الأول للقب، منتخب فرنسا في ثمن النهائي بركلات الترجيح، ثم خروجها بشق الأنفس أمام إسبانيا في دور الثمانية بنفس الطريقة.