من اوراق التحقيق. شعيشع طبيب اجهاض تحول لنبي بالصدفه على يد دجال (3)
لم يتخيل صلاح شعيشع، الطبيب اليتيم المتفوق الناقم على من حوله، الذي سيتحول إلى «النبي شعيشع» كما سيطلق عليه أنصاره، أن رحلته من منطقة محرم بك إلى منطقة كرموز بالإسكندرية، لفضح الدجال «الشيخ محمد» أمام الناس، وإعادة الـ7 جنيهات، لميكانيكي كان يصلح سيارته، سوف تغير حياته للأبد، قطع صلاح المسافة من محرم بيك إلى بيت الدجال فى كرموز متحفزا، سيخوض جولة ساخرة مع دجال نصاب، سيفضح أكاذيبه ويلقنه درسا، ثم يعيد للميكانيكي نقوده، بعد أن يقضي على أسطورة الشيخ محمد للأبد.
صلاح يحكي بنفسه تفاصيل ما حدث في التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة عام 1985، قائلًا: «توجهت ذات يوم إلى إحدى ورش الميكانيكا لإصلاح سيارتي، وبدأ صاحب الورشة يتجاذب معي أطراف الحديث فقص عليّ حكايته مع الشيخ محمد، الذي يقوم بتحضير الجان، فأكدت له أن ما فعله معه الشيخ محمد إنما هو نصب واحتيال، فقال لي طيب تعال معي لتسترد لي منه 7 جنيهات قيمة حجاب أخذته وعندما وصلنا إلى الشيخ محمد في حي كرموز كنت قد سمعت عنه عشرات الحكايات، اندفعت إلى حيث يقيم قلت له من فضلك أعطني السبعة جنيهات فرد: سأعطيك سبعة جنيهات، لكنك ستدفع لي عشرة».
دهشة وإعجاب
يضيف صلاح: «قلت له إزاي؟ فقال الشيخ محمد هذا الكتاب الذي أمسك به لك فيه خمسـة عشرة صفحة تتحدث عنك وعن زوجتك، وأتحدى أن تكون كلمة واحدة منها غير صحيحة، ولما رأى علامات الدهشة على وجهي بدأ في قراءة الطالع، وأشهد أن كل كلمة خرجت من فمه كانت صحيحة، حتى أسماء زوجتي وأولادي، فآمنت به منذ تلك اللحظة، وظللت معه في أبحـاث الجان خمس سنوات كاملة، ثم التحقت بإحدى الطرق الصوفية في ذلك الوقت، ورحت أبحث عن شخص أصادقه يكون من المثقفين، فلم أجد سوى العمال والبقالين، فصممت على أن تكون لي صحبة من صفوة المجتمع».
مرحلة تحضير الجان
أتقن صلاح فنون وطرق تحضير الجان، وصار نسخة من الشيخ محمد، وبدأ مرحلة جديدة، دجالا ومشعوذا، إلى جانب اتساع نطاق شهرته في إجهاض السيدات، صار رجلا مخيفا، سييء السمعة، بسبب تحرشه بالسيدات المترددات على عيادته، لكنه كان قد اكتسب مهابة، ولباقة، ستمكنه من إكمال أهم مرحلة في حياته، تلك التي سوف تبدأ بحلول عام 1962.. نكمل في الحلقة الرابعة.