اهل العراق يدعون الامام الحسين . ما يقوله التراث الاسلامى
نواصل إلقاء الضوء على استشهاد الإمام الحسين بن على ابن أبى طالب فى سنة 61 هجرية، وكيف دعاه أهل العراق ليخرج إليهم بعدما رفض مبايعة يزيد ابن معاوية، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب "البداية والنهاية" لـ الحافظ ابن كثير:
فلما مات معاوية سنة ستين وبويع ليزيد، بايع ابن عمر وابن عباس، وصمم على المخالفة الحسين وابن الزبير، وخرجا من المدينة فارين إلى مكة فأقاما بها، فعكف الناس على الحسين يفدون إليه ويقدمون عليه ويجلسون حواليه، ويستمعون كلامه، حين سمعوا بموت معاوية وخلافة يزيد.
وأما ابن الزبير فإنه لزم مصلاه عند الكعبة، وجعل يتردد فى غبون ذلك إلى الحسين فى جملة الناس، ولا يمكنه أن يتحرك بشىء مما فى نفسه مع وجود الحسين، لما يعلم من تعظيم الناس له وتقديمهم إياه عليه.
غير أنه قد تعينت السرايا والبعوث إلى مكة بسببه، ولكن أظفره الله بهم كما تقدم آنفا، فانقشعت السرايا عن مكة مفلولين وانتصر عبد الله بن الزبير على من أراد هلاكه من اليزيديين.
وضرب أخاه عمرا وسجنه واقتص منه وأهانه، وعظم شأن ابن الزبير عند ذلك ببلاد الحجاز، واشتهر أمره وبُعد صيته، ومع هذا كله ليس هو معظما عند الناس مثل الحسين.
بل الناس إنما ميلهم إلى الحسين لأنه السيد الكبير، وابن بنت رسول الله ﷺ، فليس على وجه الأرض يومئذٍ أحد يساميه ولا يساويه، ولكن الدولة اليزيدية كانت كلها تناوئه.