ابراهيم سعفان. محطات في حياه تراجيديه لـ"بتاع الكوميديا"
رغم أنه لن يحظ في أي من أعماله بالبطولة المطلقة، إلا أنّ الفنان إبراهيم سعفان، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم، عن عمر ناهز 58 عامًا، يعد من أشهر نجوم الكوميديا، فلن تمل من مشاهدة أعماله والاستمتاع بعفويته، فمن لا يحب عبدالعال الملط في فيلم «تجيبها كدا تجيلها كدا هيا كدا»، أبدع في الكثير من الأعمال الكوميدية والتراجيدية، كما فعل في فيلم «احنا بتوع الأتوبيس» مع عادل إمام وعبدالمنعم مدبولي.
من جامعة الأزهر إلى معهد الفنون المسرحية
اشتهر «سعفان» بكونه ممثلًا كوميديًا إلا أن حياته كانت أشبه بالتراجيديا، هو من مواليد 13 ديسمبر عام 1924، بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، التحق بكلية الشريعة جامعة الأزهر، كان حلم والده أن يصبح ابنه عالم أزهري، إلا أن الراحل عشق الفن، فتقدم للدراسة بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1951، ثم التحق بفرقة نجيب الريحاني للفنون المسرحية وظل عضوًا بها حتى وفاته، خلال دراسته بالمعهد الديني كان يمثل ويخرج عدد من المسرحيات، وفق تقرير لقناة «الحياة».
تائه في اليونان
روى إبراهيم سعفان، في لقاء قديم له، موقفًا طريفًا حدث له خلال سفره لتصوير مشاهد في اليونان، فقد كان نزيلًا بأحد الفنادق، وبحاجة للقاء صديقه في فندق آخر لكنه لا يجيد إلا العربية، فاعتذر محمود الجندي وقتها عن الذهاب معه لانشغاله بالإعداد لمشاهده، ونصحه بحفظ اسم الفندق الذاهب إليه «بريزدنت» لإخبار سائق الأجرة، لكنه حينما انتهى من مشواره، ظل يردد اسم الفندق الذي التقى فيه صديقه والذي يقف أمامه، وكل مرة يغضب سائق الأجرة ظنًا أنه يسخر منه، واضطر للسير حتى وصل إلى ميدان عام، وهناك بادرت إلى ذهنه فكرة الأذان، حتى جاءه رجل سوداني يسأله عما يفعل.
حكى «سعفان» للرجل مشكلته ، فسأله عن ثمن الأجرة التي دفعها لسائق التاكسي للحضور، ومنها عرف عدد الكيلومترات، فتوصل لاسم المنطقة، كما سأله عن وجود مهبط للطائرات بجانب الفندق الذي يقيم فيه من عدمه، وعرف أنها منطقة جلبادا، وأخذا يجوبان المنطقة عبر سيارة أجرة حتى تعرف الفنان على الفندق الذي يقيم فيه.
وفاة 4 أبناء في عام واحد
من أصعب المواقف التي مرت بحياته، وفاة 4 من أبنائه في عام واحد، بسبب فشل الأطباء وأخطائهم، إذ كانوا مصابين بمرض الجفاف وماتوا بسبب نصيحة الأطباء عنهم في أن يمنعوا عنهم الماء، فتوفي الأربعة بنفس المرض، وبعدها أنجب طفلة سماها «رضا»، تعبيرًا عن رضاه بنصيبه، لكنه رزق بـ4 أبناء آخرين، وكان قاسيًا في تربيتهم على عكس شخصيته الكوميدية، حسبنا ذكر أحد أبنائه في لقاء تليفزيوني.
صديق الأزهر رئيسا للجزائر
خلال دراسة «سعفان» بكلية الشريعة، تعرف على صديقه الذي سيصبح رئيسًا للجزائر فيما بعد، كان يعرف حينها باسم محمد إبراهيم بوخروبة، وأصبح اسمه هواري بومدين، بعدما أصبح أحد رؤساء الجزائر.
بدأت القصة حينما كان الفرنسيون يتعاملون مع الجزائريون الذين يحتلون بلادهم كمواطنين فرنسيين، ولكن من ناحية الواجبات فقط، إذ كان على الجزائري الالتحاق بالجيش الفرنسي عندما يبلغ سن الـ18، وعندما بلغ بومدين السن المطلوب، طلب للالتحاق بالجيش الفرنسي، فقرر مع مجموعة من أصدقائه الهروب من الجزائر، لإيمانهم بأن فرنسا بلد محتل وعدو، ولا يجوز خدمة جيشها، هربوا في البداية إلى تونس، وبعدها انتقلوا إلى مصر عبر الأراضي الليبية.
وفي مصر، التحق بومدين، الذي كان يعرف حينها بـ محمد إبراهيم بوخروبة، بجامعة الأزهر لدراسة الشريعة، وهناك التقى بصديقه إبراهيم سعفان، وبمرور الأيام يصبحان صديقان مقربان، فالاثنان لم يكن لهما أحد في القاهرة.
لم ينس بومدين صديقه عندما أصبح رئيسًا للجزائر وعند زيارته مصر في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، طلب منه أن يلتقي بـ إبراهيم سعفان، فتواصل السادات مع الإعلامي وجدي الحكيم للوصول إليه، الذي روى على لسان أحد أبناء سعفان، أن الفنان الراحل كان كتومًا، فلم يحكي لأحد أنه درس مع بومدين في الأزهر، ولا لقاءه له.
البيت الأول
اعتبر إبراهيم سعفان المسرح بيته الأول، وأن العمل بالمسرح أساس النجاح لأي فنان، وهو الذي علم طعاد حسني القراءة والكتابة، فلم يكن والدها القادم من شمال سوريا قد أدخلها المدارس في القاهرة، من أهم أعماله: «30 يوم في السجن»، ومسرحية «الدبور»، و«أونكل زيزو حبيبي»، و«مذكرات الآنسة منال»، و«سفاح النساء»، ورحل عام 1982 خلال تواجده بإمارة عجمان الإماراتية لتصوير أحد مشاهد مسلسل جديد، وذلك عقب تعرضه لأزمة قلبية حادة.