"المسالمه" ضمن اسرى فلسطينيين محررين استشهدوا سبب امراض خلال الاعتقال
أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى بأن العشرات من الأسرى المحررين استشهدوا بعد خروجهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي بفترات متفاوتة بسبب الأمراض الخطيرة التي أصيبوا بها خلال فترة الاعتقال، والإهمال الطبي المتعمد وعدم تقديم العلاج المناسب لهم من قبل إدارة السجون.
الأشقر: السرطان تفشى في جسد المسالمة خلال الاعتقال
واعتبر الباحث رياض الأشقر، مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى، أن الاحتلال الإسرائيلي مسؤولا بشكل مباشر عن استشهاد العشرات من الأسرى الفلسطينيين بعد التحرر بشهور أو سنوات بسبب سياسة الإهمال الطبي، أو آثار التعذيب وظروف السجن القاسية، والذين كان آخرهم الأسير المحرر الشهيد «حسين المسالمة» من بيت لحم بعد معاناته من مرض السرطان الذي أصابه وتفشى في جسده خلال فترة اعتقاله.
وأشار الأشقر، في بيان حصلت «الوطن» على نسخة منه إلى أن المحرر «مسالمة» استشهد في مستشفى الاستشاري برام الله مساء أمس، والذى نقل إليه منذ شهر فقط من مستشفيات الاحتلال التي احتجز بها لـ7 أشهر لحين اكمال محكوميته البالغة 20 عاماً، حيث كان صدر قرار بتحويله من السجن إلى مستشفى سوروكا بعد تردي وضعه الصحي إلى حد الخطورة القصوى.
وأوضح الأشقر أن الشهيد «مسالمة» اعتقل عام 2002، وبعد مرور 15 عاما على اعتقاله تردى وضعه الصحي، واشتكي من آلام وأوجاع في البطن دون أن يعرض على طبيب مختص، ولم يتلق رعاية طبية مناسبة من إدارة السجون إلى أن تدهورت صحته بشكل كبير، وبداية العام الجاري نقل إلى مستشفى سوروكا، وتبين أنه مصاب بسرطان الدم «اللوكيميا» ورفض الاحتلال إطلاق سراحه بشكل استثنائي في حينه.
وأضاف الأشقر، أن محكمة الاحتلال قررت في شهر فبراير الماضي الإفراج عنه ونقله إلى مستشفى سوروكا نتيجة خطورة حالته، ومكث فيها حوالي 7 أشهر، ساءت حالته الصحية خلالها بشكل كبير، ونقل الشهر الماضي إلى مستشفى رام الله، وخلال الأيام الماضية تدهورت صحته بشكل أكبر إلى أن ارتقى شهيداً ليلة أمس بعد صراع مع مرض السرطان.
وفاة عشرات الأسرى بعد الإفراج عنهم بأيام والإهمال الطبي السبب
واتهم «الأشقر» الاحتلال بالتعمد في إهمال علاج الأسرى الفلسطينيين المرضى خلف القضبان وتركهم لسنوات دون علاج أو رعاية طبية أو فحوصات حقيقية حتى تتغلغل الأمراض في أجسادهم، و تؤدي إلى قتلهم بعد إطلاق سراحهم بأسابيع أو شهور، وبذلك لا يتحمل مسؤولية وفاتهم خلف القضبان، مشيرا إلى أن سياسة الإهمال الطبي التي يتبعها الاحتلال تسببت بوفاة العشرات من الأسرى المحررين، بعد الإفراج عنهم.
وكشف الأشقر، أن آخر شهيد من الأسرى المحررين هو الأسير المحرر محمد عايد صلاح الدين، 20 عاما، من بلدة حزما قضاء القدس، والذى استشهد بعد 5 أشهر من الإفراج عنه نتيجة إصابته بمرض السرطان الذى أصيب به خلال اعتقاله في سجون الاحتلال، حيث أمضى عام ونصف في سجون الاحتلال عانى خلالها من ظروف صحية قاسية وتبين إصابته بالسرطان.
وقال الأشقر، إن استشهاد المسالمة يسلط الضوء مرة أخرى على سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى التي تترك الأسرى فريسة للأمراض تفتك بهم، وهى مدعاة لتشكيل لجان تحقيق دولية في طبيعة الرعاية الطبية المقدمة لهم وظروف اعتقالهم في سجون الاحتلال والتعرف على أسباب إصابتهم بالأمراض الخطيرة داخل السجون الإسرائيلية التي تؤدي الى وفاتهم سواء داخل السجون أو خارجها.
وطالب المركز اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية بضرورة التدخل العاجل لوضع حد لاستهتار الاحتلال بحياة الأسرى، والعمل الفوري على إطلاق سراح كافة الأسرى المرضى وفى مقدمتهم أصحاب الأمراض الخطيرة ، قبل أن ينعدم الأمل في شفائهم نتيجة استمرار اعتقالهم دون علاج أو يلقوا حتفهم داخل السجون الإسرائيلية.