كلمة عبد الناصر امام ابناء الوطن كله بعد ان اصبح رئيسا لمصر مهمتى بناء جيل اقوى.
قبل 103 أعوام، ولد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في حي باكوس بالإسكندرية، وتنقل في تعليمه الابتدائي والثانوي بين القاهرة والإسكندرية، وبعد إنهاء تعليمه الأساسي التحق بكلية الحقوق، لكنه تركها والتحق بالكلية الحربية، وبعد تخرجه فيها خدم في السودان الذي كان ما يزال جزءا من مصر آنذاك، ثم خدم في العلمين، وشارك في حرب فلسطين، ومع تأسيس حركة الضباط الأحرار، التي ضمّت ضباطا مخلصين من الجيش المصري، وأطاحت بالحكم الملكي، ووضعت مصر على المسار السياسي الصحيح، كان الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، الذي تحلّ اليوم الذكرى الـ51 لوفاته، بعد أن غيّبه الموت في 28 سبتمبر 1970، واحدا من المخلصين الذين صححوا مسار الوطن.
عبدالناصر حبيب الملايين
لم يكن عبدالناصر زعيما عاديا، بل كان «حبيب الملايين» كما عُرف في حياته، وله مع المصريين العديد من المواقف التي أكدت حبهم واعتزازهم وتمسكهم به، ومنها رفضهم استقالته التي أعلنها في أحد خطاباته التلفزيونية بعد هزيمة 67، كما أنّ له العديد من المواقف التي أكدت انتماءه لوطنه العربي وحرصه على وحدة الصف العربي، ومنها إعلانه الوحدة مع سوريا، ليصبح اسم البلدين بعد وحدتهما «الجمهورية العربية المتحدة».
خطاب عبدالناصر أمام مجلس الأمة
في 24 يونيو 1956، ضجّت قاعة مجلس الأمة بالتصفيق، في الجلسة التي شهدت أداء القسم الدستوري للرئيس جمال عبدالناصر آنذاك: «كان شرف لي أن أحمل العلم، لكن الشرف الأكبر هو أن أسلم العلم لطلائع الجيل الجديد».
جمال عبدالناصر: الشعب وحده آمري
وفي أولى كلماته خلال الجلسة، بحسب فيديو سجل اللحظة التاريخية، التي جاءت بعد أن اختاره الشعب رئيسا لمصر وفقا لدستور 56 آنذاك: «آثرت أن أجيء لمجلسكم الموقر، لأقدم الشكر والامتنان على ما أبديتم من مشاعر طيبة وثقة غالية»، كما أكد أنّه يعمل من أجل الخدمة العامة في أي مكان يرى فيه الشعب القائد أن أخدم فيه، وأنّه إذا أبدى الشعب رأيا واضحا يوم الانتخابات بأنّه يريد مني أن أخدم في موقع رئاسة الجمهورية للسنوات الست القادمة، سأطيعه مؤمنا أنّه وحده آمري.
المسؤولية الوطنية
وأضاف الزعيم الراحل في خطابه، أنّه جاء إلى البرلمان ليضع أمام نواب الشعب بعض من أفكاره، قائلا: «كان يخطر لي أحيانا، بأنّه جاء الوقت لأتنحى عن المسؤولية التنفيذية، لأتفرغ لبناء لمهمة استكمال بناء التنظيم السياسي لقوى الشعب العاملة المتحالفة في الاتحاد الاشتراكي، باعتباره أنّ ذلك هو استمرار للثورة، وكنت أتصور أنّني شاركت مع جيلي كله في أداء بعض الواجب الذي ألقته علينا جميعا، مرحلة تاريخية خطيره في عمر مصر والمنطقة العربية، وكنت أشعر بأنّ الوقت حان لتسليم الشعلة لجيل آخر أكثر شبابا ونشاطا واندفاعا، قادرا على خدمة الوطن».
استمرار النضال لخدمة الوطن
وتابع عبدالناصر: «كل ذلك كان يخطر لي أحيانا، لكنكم الآن ترون غيره، فجيلنا لم يفرغ من أداء مسؤولياته كاملة»، وأضاف موجّها خطابه لنواب الأمة: «أمامنا الآن عدة مهام، أقول لكم صراحة، إذا كان الأمر منصبا ولقبا فلست لها، أما إذا كان الأمر لخدمة حقيقية، فأنا كجندي من جنود الأمة، على استعداد لأضم يدي إلى كل يد مؤمنة قوية، لنشارك معا في بناء غد أفضل للوطن».
تجديد العهد
وأتمّ الزعيم الراحل خطابه: «أرى أنّه من الضرورى أن نحدد الآن عهدنا الذي نلتقي عليه، مهمتنا الأساسية تمهيد الطريق لجيل جديد يخوض الثورة في جميع مجالاتها السياسية والاقتصادية والفكرية، والأمل الحقيقي في استمرار النضال، ويتحقق ذلك كله، بأن يكون في كل فترة جيل جديد قادر على تولي القيادة، وحمل الأمانة، ليكون أكثر وعيا من جيل سبق، وأكثر صلابة وأكثر طموحا».