قرات لك . "المتمرده" كتاب عن الهام شاهين ورحلتها مع المسرح
نلقى الضوء على كتاب "المتمردة.. إلهام شاهين" للزميل جمال عبد الناصر، وقد صدر الكتاب على هامش المهرجان القومى للمسرح المصرى في دورته الـ 14.
ويقول جمال عبد الناصر تحت عنوان: لماذا هى متمردة؟
حينما كلفت بمشروع " كتاب " عن النجمة إلهام شاهين فرحت فرحا شديدا، لأننى من المعجبين بتجربتها الفنية وبشخصيتها الإنسانية، فهى فنانة صاحبة تجربة استثنائية فى الفن، مارست كل أنواع الفنون الأدائية، والحقيقة أن إعادة تأمل مشروعها الفنى كاملا لم يكن سهلا لأنها تمتلك مسيرة ثرية من الأعمال المسرحية والسينمائية والتليفزيونية، إضافة لعملها كمنتجة تختار ما تقدمه من موضوعات تتماس مع المجتمع ومع قضية المرأة التى هى همها وشاغلها الشاغل فى الفترة الأخيرة إضافة لكونها فنانة مثقفة تواجه ما تجده فى مجتمعها من سلبيات وتعبر عن رأيها بكل أريحية وطلاقة ولا تخشى لومة لائم وتكشف عن آرائها فى الملأ.
كنت فى حيرة من اختيار اسم لكتاب النجمة إلهام شاهين ما بين " سيزونيا المسرح المصرى " استنادا للشخصية التى قدمتها فى مسرحية كاليجولا مع النجم نور الشريف والتى حققت بها نجاحا كبيرا وبين اسم "المتمردة" التى هى نفسها عندما سئلت فى أحد البرامج عن اختيار عنوان لكتاب تقدمه عن نفسها يتناول قصة حياتها فقالت "المتمردة"، ولكنى فى النهاية وبعد تفكير جنحت أكثر إلى "المتمردة" لعدة أسباب أولها أنها فعلا كانت متمردة منذ طفولتها، فقد تمردت على رفض والدها دخولها عالم الفن ودراسته بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية وقررت تحقيق أحلامها ومواجهة سلطة الأب ونجحت فى تمردها والتحقت بالمعهد العالى للفنون المسرحية ودرست ما تحبه، وكانت تلك بداية فكرة التمرد فى حياتها، واستمر التمرد فى حياة إلهام شاهين الفنية فقدمت الكثير من الأدوار التى تتماس مع تمردها فى المسرح والسينما والتليفزيون، وحتى خارج إطار الشخصيات ستجد أن الهام شاهين شخصية متمردة فى حياتها والتمرد على الواقع الذى لا يرضيها الذى هو كان أولى خطوات النجاح بالنسبة لإلهام شاهين ومازالت تلك النجمة تعيش حالات التمرد حتى الآن حينما تتمرد على الواقع الذى لا تراه مناسبا للمرأة فتقدم الشخصيات المتمردة فى السينما وفى الدراما التليفزيونية، فالتمرد على سكون التقاليد وعدم إعادتها لذاتها هو عنوان الفنانة الهام شاهين دائما وتمردها دائما يقودها الى الثورة على الذات والواقع .
تكريم الهام شاهين فى المهرجان القومى للمسرح ربما قد يدهش البعض لكونها بعيدة عن المسرح منذ فترة لكن المتأمل فى مسيرتها المسرحية سيجدها تمتلك رصيد لا باس به من الأعمال التى شاركت فيها كبار النجوم مثل محمد صبحى ومحمود عبد العزيز وسمير غانم ونور الشريف وحسن عابدين وعبد المنعم مدبولى وجورج سيدهم و يوسف شعبان و حسن حسنى فكل هؤلاء العظام وقفت أمامهم على خشبة المسرح، كما تعاملت مع كبار المخرجين فى المسرح المصرى وتعلمت منهم بداية من كمال ياسين مكتشفها ثم سعد أردش وجلال الشرقاوى وفهمى الخولى ومحمد عبد العزيز وغيرهم، فرصيدها المسرحى يتجاوز الـ 25 مسرحية وهو عدد كبير فى مسيرة فنانة عشقت المسرح وكان هو بوابة عبورها للفن ولذلك وجب تكريمها فى المهرجان القومى وربما تأخر هذا التكريم ولكن الفنان القدير يوسف اسماعيل رئيس المهرجان كان صاحب المبادرة فى تكريمها وأجمعت اللجنة العليا على التكريم لوعيهم بما قدمته من تجارب كثيرة على المسرح المصرى والعربى .
مسارات متعددة ومتشابكة قطعتها النجمة الهام شاهين طوال مشوارها الفنى، فمنذ اللحظة الأولى التى دخلت فيها المعهد العالى للفنون المسرحية وهى تحمل بداخلها التمرد، وطوال مشوارها الفنى كانت ترفض تقديم النوعية السهلة من الفن، فالهام شاهين الفنانة المسرحية قدمت اوجه كثيرة على خشبة المسرح عبر رحلتها فقدمت المرأة القوية والمرأة البسيطة والجريئة والغامضة والمتمردة وقدمت الكوميديا أيضا فى عدة أعمال منها المتحذلقات لموليير، وكان المسرح هو بوابة العبور للسينما والتليفزيون حينما شاهدها مخرجو السينما فى المسرح فالتقطوها وقدموها فى السينما فى اول اعمالها " امهات فى المنفى عام 1981، وبعدها فيلم "العار " عام 1982 الذى كان بداية شهرتها وانطلاقتها الفنية، وظلت طوال مشوارها الفنى تتعامل مع مهنة التمثيل باعتبارها حياة تعيش فيها وليس باعتبارها عملا موازيا أو مكملا للحياة فهى دائما مهمومة بالقضية الفنية التى تقدمها .