كعضو في مفاوضات السد الإثيوبي ، فإن التعبئة الثانية انتهكت المعايير الدولية
قالت الدكتور علاء الظواهري، عضو اللجنة الفنية لمفاوضات السد الإثيوبي، أستاذ الهندسة بجامعة القاهرة، إن الملء الثاني تصرف أحادي من إثيوبيا، ولا يوجد اتفاق عليه، مؤكدا أن هذا تصرف مخالف لاتفاق المبادئ والأعراف الدولية، وهذا مرفوض، مشددا على أن موقف مصر واضح، وتتشاور مع الأطراف الأخرى حول هذه القضية، وفقا للبعد السياسي والقانوني.
وأضافت «الظواهري» خلال مداخلة هاتفية في برنامج «المواجهة» المذاع على فضائية « Extra News» وتقدمه الإعلامية ريهام السهلي، أمس الأربعاء، أنه لتأثير هذه الملء الثاني مصر اتخذت موقفا من خلال وزارة الري عن طريق تخزين كميات أكبر من المياه، لافتا إلى أن الملء الثاني ستستطيع مصر التعامل معه دون أضرار سريعة أو مباشرة.
وتابع عضو اللجنة الفنية لمفاوضات السد الإثيوبي: «الملء الثاني ينقص من قدرة السد العالي على المرونة في التعامل مع حالات الجفاف الممتد إذا كان ستأتي في الفترات المقبلة لكن التعامل الحالي معها لن يصيب أضرار لمصر في هذا العام حتى إذا تم الملء الثاني للسد الإثيوبي».
وأشار أستاذ الهندسة بجامعة القاهرة، إلى أن إثيوبيا رفعت منقطة المنتصف في السد للوصول إلى منسوب 565، وإذا وصلت إلى ذلك ستخزن 13.5 مليار متر مكعب، بالإضافة إلى ما خزن من قبل، مؤكدا أنه من المتوقع ألا تصل إثيوبيا إلى هذا المنسوب نتيجة ضيق الوقت وستكون أقل من هذه القيمة.
ولفت الدكتور علاء الظواهري، إلى أن «الملء الثاني للسد لن يؤثر على مصر في السنة الأولى لوجود مخزون في السد العالي وستستخدم مصر حصتها الكاملة هذه العام المقدرة بـ 55 مليار متر مكعب».
وألمح «الظواهري» إلى أن مصر قادرة على مواجهة العجز خلال العام الأول بحد أقصى 13 مليار متر مكعب لسد احتياجات مصر، منوها إلى أن الملء الثاني ليس مقبولا ومرفوض من قبل مصر، وهذا يخالف الاتفاقات، وهو تصرف أحادي ضد إعلان المبادئ، الذي توافقت 3 دول عليه.
وذكر عضو اللجنة الفنية لمفاوضات السد الإثيوبي، أنه إذا ملئت إثيوبيا فإن مصر أخذت من الخطوات ما تستطيع أن تواجه هذا الملء دون ظهور أي تأثيرات في هذا العام، لكن قدرة السد العالي على المدى البعيد تقل قليلا بسبب وجود جفاف.
ونوه أستاذ الهندسة بجامعة القاهرة، إلى أن مصر اتبعت كل مسارات التفاوض من خلال تشكيل لجنة بين 3 دول، واستقدام خبير، ثم مسار التفاوض الأمريكي والتفاوض عن طريق الاتحاد الأفريقي، وكذلك التفاوض الذي تم عن طريق دعوة رئيس الوزراء الإثيوبي في ظل عدم وجود رغبة في التوصل إلى اتفاق من جانب إثيوبيا؛ لأنه مهرب سياسي للمشكلات داخل إثيوبيا، مؤكدا أن مصر ستصبر وستتحدث حتى النهاية للحلول السلمية، وهناك مبادرات تعمل حاليا من أجل التوصل لحلول سلمية.